قبل عشر سنين فقدت خمسة من أعمامي في ثلاث سنين متتالية، كان لفقدهم الأثر البالغ في نفسي وعلى رغم السنين التي مرت لا أذكر يوماً مر دون أن أذكرهم وأسأل نفسي هل حقاً ماتوا؟! هل فعلاً لن نعد نراهم ؟! ربما أقسى ما يؤلمني هو أنني لم أخبرهم بمدى حبي لهم، كم يمنعنا الخجل أحياناً من إبداء مشاعرنا تجاه من نحب وعندما نفقدهم يعترينا الندم! وددت اليوم لو عادوا إلى الدنيا لأعبر لهم عما يكنه قلبي تجاههم ، منذ ذلك الحين عاهدت نفسي أن لا أتوانى عن الإفصاح والتعبير عن حبي لمن حولي ، اليوم عندما أذهب ببنتي إلى مدرستها وأودعها أخبرها أني أحبها وعندما تعود من مدرستها أخبرها أنني اشتقت لها في غيابها ، حقيقة وجدت الأثر الإيجابي لهذا الإفصاح في نفس ابنتي ومن حولي ، كم من أباء ، أمهات ، أبناء ، زوجات ، أزواج ينتظرون مِن مَن يحبونهم أن يخبرونهم عن مكانتهم في قلوبهم ، حقيقة لو كانت لغة الحب سائدة ومسموعة لما وجدتم الجفاف العاطفي الذي يعاني منه الكثير ولما أخطأ البعض الطريق بحثاً عن الحب المفقود ؟! .
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوماً ثم قال: «يا معاذ والله إني لأحبك». فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك. قال: «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك ) قال العظيم آبادي: ((أخذ بيده)). كأنَّه عقد محبَّة وبيعة مودَّة. ((واللَّه إنِّي لأحبُّك)). لامه للابتداء، وقيل للقسم، وفيه أنَّ من أحبَّ أحدًا يستحبُّ له إظهار المحبَّة له. ) كم توقفت عند هذا الحديث فهنا يعلمنا رسول الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام أن نفصح عن حبنا لمن نحب، وكان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يستطيع أن يوجه معاذ لهذا الدعاء دون أن يمسك بيده ودون أن يخبره عن حبه له ! لكن كان يعلمنا دروساً وعبراً من أقواله وأفعاله لنتعلم ونطبق ؟! قرأت يوماً مقولة جميلة تقول (عجيبون نحن نخجل من الحب.. ولا نخجل من الكره ) لذلك لا تخجلوا أفصحوا عبروا لمن تحبون عن حبكم ، اكتبوا لهم أسمعوهم صوت قلوبكم وستجدون الأثر الجميل ؟!
الحُـبُّ رُوحُ الكَــوْنِ لَـوْلاهُ لَمَـا عَاشَـتْ بِهِ الأَحْـيَاءُ بِضْـعَ ثَوَانِـي
الحُـبُّ يَنْبُـوعُ الحَيَــاةِ تَفَجَّـرَتْ مِـنْ رَاحَتَيْـهِ سَـعَـادَةُ الأَكْـوَانِ
أبي وأمي ،،
ابنتي رزان ،،
إخواني وأخواتي ،،
أعمامي وعماتي ، ،
خوالي وخالاتي ،،
صديقاتي ،،أستاذاتي ،،
جميع من أعرف ويعرفني
أحبكم وأسأل الله أن يحفظكم لي و لا أفجع بكم
أختكم / أسماء الفهد
-
asmaalfahadأتسكع في شوارع ذاتي في حالة استماع إلى ضجيج روحي ! علني أصل يوماً حيث تحملني الطرق لصدق الأمكنة !!