المرأة... حشاك.
في هذا البحر اللجي من الحنين، ليس هناك مكان لكلمة عطف أو حب لإنسان (المرأة) مع وقف التنفيذ، فالحشومة سيدة الموقف.
هل هناك شيء يستحي منه مجتمع واطي ومنافق، أكثر من الزوجة، والابنة، والأخت، والأم، فغير بعيد منا ولا غريب عنا المقولة الشعبية عن الزوجة رفيقة الدرب "بالمرأة حشاك".
تذكرت حشاك، نعم، نتبول فيها حليبا لزجا يبعث دفئ الحياة، ينتج أشجار المعرفة... ليست مرحاضا نقضي أفضالنا فيه... عقلية متحجرة بعهر أفكار دوّنها المشرفون والساهرون لصوص الله. دينهم أزكم الأنوف أكثر من المراحيض والبالوعات المشتركة لسكان القواديس والفيلات...
المرأة في مجتمع العهر الديني... تزداد شأنا وكرما... ههههه... مع تقدمها في السن، فمن فم مستهلك إلى بطن منتج، إلى عقل مدبر مسير... فهي كالخمر كلما قـَدُمـَتْ عـُتـِّقـَتْ... ههههه...
أي دين هذا الذي يمارس عبر الهواء والأثير، متخطيا السنين، قاطعا البراري والقفار. هذا عقال. هذا سجن مؤبد... والمرأة في هذه الظروف متاع بال. استغني عليها لعدم صلاحيتها، لكنها بقيت في الصندوق. صندوق المهملات. يجب تعهده وتفقده من حين لآخر بإخراجه إلى الشمس حتى لا تتعفن ولا تندثر نهائيا...
ولاية الفقيه، عينا العقاب، أصبحت أقل توجسا وحذرا، أصبح لصوتهم صدى يسمع... في وأد إنسان تحت عباءة العورة والشر الخالد... سبب طردنا من الفردوس الخالد... وكأن آدم ناقص عقل أو قاصر حين أكل التفاحة الملعونة...
المشهد قديم لأنه صارخ أو صامت... فلن يغير من المعنى شيئا... يتفكـّر في ما مضى. كهل فقدَ أنـّاته وترك البجع يتثاوب مع غياب البحر لاجترار ما تبقى من عمر المشهد. رصيف واسع مسدود، خال من حركاته، يتفكـّر بدوره في العزلة التي طالت في خوابيها المعتقة...
إحساس عميق جدا لا حدود لقعره، أبدا، أبحث بكل أيادي الحقيقية والمتخيلة، أجد فقط شيئا هلاميا تتقزز له النفس...
عذاب ليل صاهد، يدفع بنبوءاته إلى فجر عجول... مستقبل يحفر نفقا واحدا نحو سلطة الوجدان... كان بالي مشوشا، جلست بمقعدي وأنا أرتب جلوسي، استرخاء وتمهيدا لنوبات متقطعة من النوم... في حضرة امرأة حشاك...
سعيد تيركيت
الخميسات 12 / 03 / 2015