أنا والغربة.. أنتِ والحب
(الجزء الرابع )
بقلم آلاء بوبلي
بل الفاجعة الكبرى أن أماني....ماتت وزوجها وابنها، هدمت البيوت ولم يبقى أحد على قيد الحياة، لم أكن لأصدق كل هذا، كانت الصدمة كبيرة، كيف لبيت حمل ذكرياتنا أن يهدم في لحظة؟ وكيف لي أن أصدق ما حصل مع أماني وعائلتها؟!!
عندما عدت إلى البيت أقنعت هدى بأننا سوف نعود إلى البلاد، تفاجئت من هذا القرار فأنا لم أخبرها أبدا في يوم أنني أنوي العودة، لكنها رفضت وبشدة، هي كانت بكامل وعيها فكيف لنا أن نعود إلى بلد الميت فيه مجرد رقم؟ لكنني كنت مندهشا ومذهولا...
مضت سنين وأنا وأماني لم نلتقي لكنني على الأقل كنت أعلم أنها موجودة في مكان ما في هذا العالم، كنت متأمل أننا قد نلتقي وينتهي كل شيء حدث، أحتقر نفسي وأنا أنظر في عيون هدى فهي تحبني وأنا أقدم لها الوهم، الوهم فقط..
بعد اندلاع الحرب من جديد عاد ماجد ومريم وأولادهم إلى هنا، وأنا أكملت حياتي الروتينية في العمل والمنزل والكثير من المشاعر المزيفة أمام هدى، والكثير من الدموع في المساء على ابتسامة هدى عند رؤيتي وقلبها النقي الذي وهبته لرجل معلق قلبه كالأطفال بامرأة...ميتة.
بعد مرور سنة حصلت على عمل بعد أن كدت أفقد الأمل كليا، أما هدى فهي أنجبت طفل صغير جميل اسميته أسامة، كنا نعيش كعائلة سعيدة (ظاهريا) إلى أن صدمت بخبر حطمني، كنت في العمل وقتها عندما اتصلت مريم بي وأخبرتني أن أذهب بسرعة إلى المستشفى، دقات قلبي كادت أن تتوقف ظننت أن الأولاد أصابهم شيء، وكأنني أركض بلا وصول، كم تصبح الأماكن بعيدة عندما نحتاج الوصول إليها..
-
آلاء بوبليفي داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.