علي اعتاب تلك الخيام الليلية  السوداء.. تتدلي منها تلك القناديل الصغيرة المنيرة من الفتيل.. مجلس كبير آويآ مشايخ و رجال عدة.. يلون خطاهم رداء السواد.. مقاعد تتدلي منها ارجل علي هيئة حيوانات برية.. صفت علي ارجاء بعضهم البعض.. 

شيخ كبير تتدلي من وجهه الدائري لحية بيضاء.. و يغطي رأسه عمامة بيضاء.. يرتدي جبة سوداء يعلوها قفطانآ اسود.. ممسكآ بكفيه ذلك المصحف.. يدوي صوته في ترتيل آيات من القرءآن الكريم.. 

و علي اعتاب تلك الخيمة نبصر ذلك الرجل حاملا اياه علي كفيه تلك الصينية النحاسية المكفتة بالفضة.. تتدلي منها اواني شراب قهوة.. 

خيم علي الجلوس السكون..علامات التآثر بادية علي وجوههم..واجمة اياهم..   كل يعرف ان دوره آن لا محالة... 

الجنازة (2) 

آويآ الي ذلك القبر العميق..  صندوق خشبي نعش  اسود حاملا رفات جسد الي القبر.. مجموعة من الرجال و الصبية حاملين اياه.. يشيعونه بين النحيب و العويل.. نسوة من الندابات و اهل الميت..  لطمن خدودهن  حتي انشقت بالدماء.. خيم عليهن لباس السواد.. و انسالت العبرات من عيونهن كسيول من الانهار 

تتساقط النسوة بين الاعياء و الاغماء من هول الصدمة.. و تتجمع النسوة حولها اياهن لافاقتها.. 

و كأن النعش الخشبي يفر فرآ فيجري الرجال حاملين اياه..  يتبعهم جريان النسوة بين النحيب و العويل.. 

و علي اعتاب تلك الجنازة نبصر مجموعة من الشريدين.. ثيابآ رثة بالية و شعر اشعث مشذب.. ينتظرون ما ينالهم من صدقات ال الميت.. 

بضعة خبز يابث و لحوم ثريدة.. و بعض من الماء..  آوت تلك الصدقات البسيطة علي اعتاب القبر وزعت علي الشريدين الذين اصطفوا في انتظار ما ينالهم من صدقات.. 

و علي اعتاب ذلك القبر  نجد ذلك الحانوتي الذي حمل الجسد اياه من صندوق النعش..  نازلا درجات الي داخل حفرة القبر ليواري الجسد بالرمال.. 

القي اهل الميت نظرة وداع علي الميت..  بين النحيب و العويل.. يقف الرجال و المشايخ و هم يتلون ايات القرءآن الكريم  و يبتهلون الي الله بادعية علي روح الميت.. 

يقف ذلك الشاب و يخفي دمعاته بعينيه. يرددها بقلبه نلتقي في الجنة ان شاء الله.