لما رآني ، شاحَ ، ثمّ تقـنّـعا ..
زادَ الوصـالُ غــرورَه ، فتـمـنّـعا
أم أنّه
غضَبُ الهوى؟
أم أنّه..
تَعَبُ الجوى؟
أم كان ذاك
تصنُّعا؟
كم مرةٍ لاقيتُه
مُتلفّعًا ..
ثوبَ الرضى
يا حبّذا المُتلفّعا
وتنسّمتْ نفسي رضاه
فأينعتْ ..
كالزهر حين رآهُ فجرًا
أينعا
القلبُ ينبض لي:
"هنا إنّي هنا " ..
والعين تهمسُ لي:
"تعالَ هنا
تعا .."
مِن حُبّهِ
ساءلتُه قدرَ الهوى في قلبهِ..
فاهتاجَ
ثم تروّعا
ألححْتُ معرفةً لقدري في الحشا ..
فدعا بثوبِ السُّخط
ثم ترفّعا!
قال: "القلوبُ
لدا القلوبِ
إشارةٌ ..
وسؤالُها عن حبِّها
لن ينفعا"
مَن شكّ في وصْل الحبيبِ
فقد أتى..
بابَ الكبائرِ في الودادِ
مُمنَّعا!
***
ولقد مضى للقلبِ نصفُ حكايةٍ ..
تبكي الحليم بها
سنينا أربعا!
إن كان صدق القلبِ
ليس بشافعٍ..
ماذا تًرجّي بعدَه
أن يشفعا؟
لما رأى
دمعي على خدّي
وعى..
أنّ الفؤادَ
من الغرامِ
تلوّعَا!
صعبُ الشكيمةِ
ليس يصدَعه النّوى ..
لكِنْ
إذا طالَ الفراقُ
تصدّعا
فدعا عَليَّ
بأن أهيمَ بغيرِه..
حسِبَ الفؤادَ لغيرِه
مُتربَّعا
خابَتْ مظنّتُه
وخابَ رجاؤه..
واللهَ أدْعو
أن يُخيِّبَ ما دعا
يا ربنا استودعتُه في خافقي ..
فاحفظْهُ ..
حتى إن قلى
أو ودّعا
واجمعْه بي يومًا من الدنيا
فإلّم ..
فالقيامة موعِدٌ
أن تجمَعا
-مولاي-
ذيّاكَ العزاءُ لمثلِنا ..
-يا سيدي-
فاجعل قيامَتَنا
مَعا
أبلِغْ كِلا القلبين
ألّا تقلقا..
أبلغ كلا العينين
ألّا تدمَعا !
وامنح وديعتك المسرّة والرضى ..
ما خابَ
مَنْ ربَّ القلوبِ استودَعا!
محمود الصقور
الجمعة
28-10-2016