كُنتُ يومها أخبّئُ بين ضلوعي قلبا مُحبّا..و أُؤمن بالأحلام الورديّة..
كُنتُ أظنّ بأنّكِ بنظراتي المغرمة..تنسجين إبتساماتك..
و بصدق كلماتي..تنحتين تضاريس أنوتثك..و بعشقي تزيد وسامتك..
كنتُ أظنّ بأنّ الحنان خيوطٌ من حرير تعشقين ملمسه..و أنّ الحبّ الصّادق شِعرٌ تُجيدين التّبحّر بين سطوره..
كنتُ أظنّ بأنّنا معا سنبني عشّ الحمام..
و نشرب شيئا من الفرح معا..و شيئا من الحزن معا..نُبحرُ دون سفينة..و نُحلّق دون أجنحة..
أعترف بأنّ انقلابك كان ناجحا..فسهامكِ تركت ثقوبا في روحي..
و قرّرتُ يومها أن ألبس قناعا يحميني من جراحات أخرى..قرّرتُ ألاّ أكون ..أنا
حبيبتي ..أنتِ لم تعيشي الحب يوما ..كقضيّة
لقد لوّح الآخرُ لك بيدٍ ..تحمل الذهب و الديباج..
فأطعتِ..و اتّبعتِ سبيل الحرير الحالم..و ركلتني بقدمٍ يتراقص الخلخال حولها تحت نغماتٍ.. أشعلت أجيجا في صدري..
أحببتك..ثمّ كرهتك..كتبتك ..ثمّ محوتك..كسرتك ..ثمّ ألصقتك..ثمّ هدمتك..ثمّ ابتعدت..
قرّرتُ يومها أن ألبس قناع اللاّمبالاة..و العشق الكذّاب..و أن أتنقّل في بساتين الحبّ بين هذه و تلك من الأزهار..و أن أخفي قميص الهوى و ثوب الإخلاص في خزانة مُحكمة الإغلاق..
مضى عمرٌ و أنا أقول كلاما ..لا يُشبهني..
مضى زمن و قلبي ..يئنّ..يحنّ
مضى زمن..و نفسي تشتاق إلى نفسي..إلى أحلامي...إلى نظرتي للحبّ و النّظرات المخلصة..والإبتسامات الصّادقة..
قطعتُ كلّ الجسور ..و لكنّني أشتقتُ إلى دربي..
جلستُ إلى قلبي ..و هو على فراش المرض..تحسّستُ جبينه..فإذا بحمّى كوهج الحريق..
قُلتُ له ما بك يا رفيق دربي؟؟ نظر إليّ غاضبا ..و هو يقول:
-إلى متى هذا النّفاق؟؟إلى متى هذا القناع؟؟
إلى متى تُخفيني عن الأنظار؟
دمعت عيناي:أتريدُ مزيدا من الآلام؟؟
قال : كلاّ..و لكنّكَ سلكتَ دربا غير دربك..و مشيتَ في طريق مسدود و أعياني السّفر معك..
عُدْ إلى رُشدك..فليس كلّ النّساء..هي
و ليس كلّهنّ تدخْنَ من بريق اللّؤلؤ.. و لمعان الذّهب.
أُخرجْ من مُدن الغبار..إلى سواحل المسك ..و حرم الجمال..