مأساة "الروهينجا" طعنة في قلب الانسانية
نشر في 09 شتنبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا شك في ان ما تعانيه اقلية الروهينجا المسلمة بميانمار "بورما" من تمييز عنصري وتهميش وتعذيب وقتل وتشريد وانتهاك لكل حقوق الانسان، لا يعد وصمة عار على جبين حكومة ميانمار والشعب البورمي وحدهما بل على جبين الانسانية ككل، وفي هذا المقام لن اطرق الى جذور الازمة وتداعياتها، لان ما قيل فيها كثير ويمكن في هذا الصدد الرجوع الى تقرير موقع البديل عن ماساة الروهنجا"6 أسئلة تشرح مأساة مسلمي «الروهينجا»"1.
لكنني ساتناول تعامل المجتمع الدولي ودول الجوار لبورما مع هذه الازمة، باعتبار ان هذه الاطراف يمكن ان تحدث فارقا حقيقيا في ازمة الروهينجا، بشكل يضمن لهم حياة كريمة تليق بانسانيتهم،فالمجتمع الدولي اذا ما تحمل مسؤوليته تجاه هذه الازمة من خلال الضغط على حكومة ميانمار لكي تحمي هذه الاقلية ولتوفر لها سبل العيش الكريم وتضمن لها حقوقها السياسية والدينية والاجتماعية، يمكنه ان يحدث اثرا ملموسا في هذا الصدد.
فحكومات العالم الثالث ومنها حكومة ميانمار تتاثر سياسيا واقتصاديا بالعقوبات الدولية مما يحدوها الى التخلي عن الاسباب التي دعت المجتمع الدولي لفرض العقوبات عليها، لكن للاسف نجد ان المجتمع الدولي وفي القلب منه الاتحاد الاوروبي قرر رفع كل العقوبات التجارية والاقتصادية والفردية المفروضة على "بورما" باستثناء حظر السلاح، رغم استمرار حملات الإبادة الجماعية ضد المسلمين الروهينج، في دلالة واضحة على ازدواجية المعايير والتلاعب بالقيم الانسانية2.
اما بالنسبة لدول الجوار التي يجب عليها بداهة تقبل اللاجئيين من الروهينجا والعمل على حمايتهم من التعسف والاضطهاد الذي يعانوه في بلادهم، نجد انها تفعل عكس ذلك بالتمام فما بين اغلاق الحدود في وجوههم، وحتى وان قبلوهم لا يوفرو لهم الا مخيمات لا ترقى لكي تكون ماوى لانسان حقيقي مثله مثل اي بشر له حقه في العيش بكرامة وسلام، ورغم ان كثير من دول الجوار بها اغلبية مسلمة الا انها جميعا تغلق الابواب في وجوه الروهينجا دون اي اعتبار للانسانية او الدين الذي يجمعهم على اقل تقدير3.
انطلاقا من ذلك فان اي ماساة انسانية يتم التعامل معها بتهاون، او عدم اكتراس فانها لن تلبث ان تهدد امن العالم وسلمه، ولا تستثنى ازمة الروهينجا من هذا الامر، فحري بالعالم من اجل ان يحافظ على ما تبقى من انسانيته ان يتخذ من الخطوات ما تسهل حل هذه القضية ورد الاعتبار للروهينجا، من اجل نصنع عالما ننتصر فيه على الفرقة والتمييز والعنصرية والتفرقة والالم لصالح عالم يسوده الوئام والمحبة والتصالح والعفو الوحدة والسعادة.
1-محمود علي،"6 أسئلة تشرح مأساة مسلمي «الروهينجا»"، موقع البديل:
http://elbadil.com/2015/06/10/6-%D8%A3%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D9%85%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86%D8%AC%D8%A7/
2-"رغم إبادة الروهينجا .. الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن بورما"، المدينة نيوز:
http://almadenahnews.com/article/217791-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86%D8%AC%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%85%D8%A7
3-"سؤال وجواب حول أزمة مسلمي "الروهينجا" في ميانمار/بورما"، موقع دوت مصر:
http://www.dotmsr.com/details/%D8%B3-%D9%88%D8%AC-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%87%D9%8A%D9%86%D8%AC%D8%A7