كل منا يعلم كيف يتزين ويتأنق ليبدو في ابهى حلة للأخرين في المناسبات والزيارات ،
وكل منا يعلم كيف يتدرب ويجتهد ليكون افضل موظف في شركته وينال استحسان مديره وطاقم ادراته ،
وكل امرأه تسعى وتجتهد لنيل رضا وإعجاب شريك حياتها ،
وكل طالب يسعى للجد والإجتهاد ، لينل الدرجات العلى والقبول والمحبة بين معلميه ،
وكل ابوان يسعيان ان يغدقا على ابناءهما الحب والرعاية ليكسبو ابناهم التربية السليمة ...
وهكذا هو الحال ، تجد نفسك في سباق إجهاد النفس وتكليفها لنيل الرضا والقبول وإسعاد الآخرين ،
فتتناسى تلك النفس المسكينة ، النفس التي يفترض ان تمنحها حق اولي قبل اي اهتمام اخر !!
"إِنَّ لرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ولأهلِك عَلَيْكَ حَقًّا" .. ابي جحيفة
هل تعلم ان النفس طفل صغير ، يبكي كالأطفال ، ان رغب بشيء ويعجز عن التعبير عنه !!
كيف ذلك ؟!
- سأخبرك كيف تبكي النفس :
• هل سبق ان شعرت بالحنين لأيام الطفولة ؟
ان كنت كذلك ،
فنفسك الآن تبكي بصمت ، بحاجة الى رعاية والتفاته لها ،
فقد كانت تلك النفس هي اولى صديق لك في طفولتك ، الم تكن تلعب مع نفسك العاب خيالية ، قبل ان تلتحق بالحضانة وتكتسب صداقات مع اقرانك من الأطفال ..
• هل شعرت يوما بالرغبة والحنين في ممارسة هواية ، تخليت عنها بعد إلتحاقك بالجامعه او العمل ؟
ان كنت كذلك ،
فنفسك الآن تبكي بصمت ، بحاجة إلى ان تمضي معها وقتا جميلا ، كما تلعب مع ابنائك واصدقائك ، واللعب معها فيما تحب من هوايات ..
• هل شعرت يوما ، بالرغبة في الإختلاء بالنفس ؟
والسفر إلى بلاد لتختلي وتتنزه فيها وحدك ؟
ان كنت كذلك ،
فنفسك الآن تبكي بصمت، بحاجة إلى رفقتك ، بحاجة إلى ان تخصص وقتا لها ، عبر الصمت والتأمل والإسترخاء والتفكير بالكون وجماله ...
والآن لابد انك تشعر بالأسى والحزن على نفسك ، كونك ظلمتها وحرمتها ابسط حقوقها ، ولابد انك تتسأل ما الحل ؟ وكيف اهتم بنفسي ؟
الحل بسيط !!
دلل نفسك
كيف ذلك ؟!
- انت تعلم كيف تتزين وترتدي مايناسب جسدك ، من الوان وازياء !
- وتعلم مايحب رفاقك من احاديث واماكن ،
- انتي تعلمي الطعام الذي يحبه زوجك!
- وتعلمي الألعاب التي يحبها طفلك !
إذن هل تظن انك لا و لن تستطيع ان تدلل نفسك !!
ان تدليل النفس يكون بأبسط الأمور ،
قد تلاحظ ان ممن حولك يهويهم التفاصيل الكبيرة وتسعدهم !
شراء سيارة ، فستان ، رحلة لدول اوروبية ، وغيرها ،
عكس ما تهواه انفسنا وتسعدها ،
لاحظ الأمور التي تشعرك بالسعادة لكنك لا تلتفت لذلك الشعور ، كونك منهمك بحياتك ،
اشرب كأس من الشاي او قهوة ،
أقرأ كتابا لأقلام تحبها ،
تحدث عن المواضيع التي تحب وشاركها مع من يشاركك في مجالك ،
استيقظ صباحا لتتنفس نسيم الصباح ، ونافس الطيور المحلقة في التحليق بروحك عبر التأمل والإسترخاء ،
استمع لموسيقاك التي تحب ، ولأمواج البحر ،
شاهد برامج وافلام بالمجال الذي كنت تهوى متابعتها سابقا ،
اكتب مذكرات يومية عن حياتك ،
تلك افكار بسيطة اليس كذلك ؟!
راجع نفسك وانظر ماهي تلك التفاصيل الصغيرة التي تسعدك من الداخل واستشعرها ، لأنك لن تشعر بها إلا حين تنصت لها وتمنحها وقتا بعيدا عن ضوضاء الآخرين والأعمال ، هكذا يكون تدليل النفس ، بمنحها ماتحب عبر تلك التفاصيل الصغيرة .
" فكر أفكارًا عظيمة، ولكن استمتع بالمتع الصغيرة.
سعيد هو الإنسان الذي يستطيع الاستمتاع بالأشياء الصغيرة، والمباهج البسيطة، والأحداث اليومية العادية: شروق الشمس على الحقول، تغريد الطيور على الأغصان، وجبة الإفطار، أو العشاء، أو زيارة صديق. وكثير من الذين يذهبون بعيدًا بحثًا عن السعادة يتركون تلك السعادة وراء ظهورهم في أقرب الأماكن منهم وأبسط الأشياء بين أيديهم " .. ديفيد جريسون .
-
بسمةاهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
التعليقات
مثل الطبيب فهو يشخص لكثير من الاعراض والاوجاع التى يشعر به القارئ ولا يستطع التعبير عنها فمن خلال كتاباته يضع الكاتب وصفة علاجية ( مجازا) لهذا القارئ
مقال جميل جدا نفعني على المستوي الشخصى
جزيل الشكر والتقدير