إن أوّل شيء لفت انتباهي و أنا أطالع القرآن بداخل أحد المساجد بالعاصمة الجزائرية تسلية و فضولا منذ 44 سنة، و كنت آنذاك مراهقا لا أُصدِّق أنه كلام الله و كنت أعتبره بحكم جهلي و ذكائي المجتمعين في نفسي أساطير و خرافات أكثر مما هو جِدّي و تربوي، لفتت انتباهي الكلمات "كُلٌّ" التي كنت أدرك حينذاك أنها تعني: كل ما ذكر آنفا. و "فلك": الخط الوهمي الدائري لمسار الأفلاك أو الكواكب. يسبحون: حركة فضائية لا هي طيران و لا هي سير و لا مشي و لا زحف، بل سباحة في الفضاء في العبارة القرآنية: "و كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون" التي تلت مباشرة ذكر الشمس و القمر و الليل و النهار التي كنت أعتبرها عناصر فلكية داخل المجموعة الشمسية التي كنت حديث عهد بتعلمها و مبدأ حركتها في المدرسة و كنت أعلم كذلك بقدم هذا الكتاب بقرون عديدة و أنه حسب علمي آنذاك قديم جدا و لو لم يكن عمره محددا في ذهني كعلمي اليوم أنه 1500 سنة تقريبا كما كنت كذلك على شبه يقين أن ما تعلمته في المدرسة فيما يخص المجموعة الشمسية و حركاتها و دوران الأرض حول الشمس و القمر حول الأرض مثلا كل ذلك لم يكتشف إلا حديثا لا يتجاوز القرن الثامن عشر بالعد التنازلي إلى الماضي فكيف يمكن لأحد أن يقول مثل هذا الكلام قديما إذا لم يكن هو نفسه خالق الأفلاك؟ لاسيما أن ذلك لم يكن بأسلوب الإشارة بل بأسلوب الإخبار والإثبات كمن يعلم ما يقول و متأكد منه: "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" يس40:036 فكان ذلك أول عهدي الشخصي بما علمت فيما بعد تسميته بالإعجاز العلمي القرآني.
سعيد الجزائري يوم 2 جوان 2018
بريد مايل: jobmail2000@gmail.com