تسير في خطي بائسة و هي تواري عيناها بالاراضي.. افكار متناثرة تحوم في عقلها البرئ تنظر خلف ظهرها نظرة حزينة ثم ترحل بعيدآ..
تتواري عن انظارها ذكريات بائسة آبية الا ترحل.. نفس طاهرة لم تحمل لغيرها سوي الخير فلاقت مصيرها بالغدر و الجحود...
في الشرفة الصغيرة الموارية علي الاشجار الجانبية آوت ليال تبكي وحيدة دون ان يشعر بها احد.. تنظر اليها البلابل الحزينة المغردة فتشجي قلبها الحزين..
كان يراقبها من بعيد من شرفته المطلة علي منزلها.. لم تكن تدر بوجوده بات يتسائل دائمآ عن تلك الفتاة البائسة التي تقضي لياليها في البكاء..
في تلك الليلة الحزينة قرر الشاب معرفة سر الفتاة الغريبة.. آويآ اسفل نافذتها متواريآ اسفل الاشجار و هو يتابع نظراتها الحزينة التي تحوي آلمآ عدة..
تجذبها من ضفائرها بعنف لتوجه لها ضربة عنيفة تجاه وجهها الملائكي تصرخ المسكينة بقوة و هي تتراجع للخلف تدفعها اختها المجرمة حتي تهوي من النافذة و هي تتعالي صراخها وسط ضحكات الاخت المجرمة ..
لم يتحمل ان يري الفتاة المسكينة تلقي حتفها من مجرمة شنيعة لا تستحق رابطة الاخوة.. هوي اليها بجزع النخلة آويآ لها ليحميها من مصيرها المحتوم..
رأته للمرة الاولي بدي مقدامآ عرض حياته للخطر لانقاذ روح انسانة..
ليتها قابلته قبل تلك الليلة التي ودعته فيها بعيدآ.. كانت تشعر به و هو يقيم مآتم جنازة لروحها التي رحلت بعيدآ.. و ان كان المآتم خاويآ من الناس سواه..
يزور كل ليلة قبرها الحزين يضع اكليل الزهور ثم يبكي ما يواريه و يرحل حزينآ و هو لا يدر انها تشعر به..
عند الشرفة الحزينة بدي هذه المرة البلبل مغردآ و هو ينتظر ان يلقي صاحبة البكاء الصغير التي توارت بعيدآ..
كان يحتفظ بذلك الكتاب الذي آوي داخله زهرة صغيرة.. كان اخر ما لامست يداها قبل الرحيل.. بات مبللآ بعبراتها المسكينة كان رفيقها اليومي الذي تآوي اليها بعيدآ عن انظار الناس..
ولج الي عقله ان يآوي الي شرفتها ليلآ ليري ما آلام الفتاة المسكينة الراحلة..
يخطو من شرفته الي جذع الشجرة المجاورة و منها يهرول الي الشرفة..
ورود متناثرة كانت تزرعها المسكينة في الشرفة تآوي اليها من احزانها.. زبلت الورود بعد رحيل الفتاة بعد ان آبوا سقاها..
غرفة صغيرة مليئة بالدماء علي جانبي الحائط شهدت لحظات تعذيب اخت مجرمة لفتاة بائسة مسكينة..
باتت الكتب متناثرة في كل موضع و كأن المجرمون لم يحترموا حرمة الكتب و تناثروها في كل موضع..
اوراق متناثرة في كل موضع شهدت آلام حزينة.. بقايا قتات طعام بالي كانت المجرمة تقدمه اياها و هم ينعمون بشتي الطعام..
الامر بات حزينآ كم من الحرمان لاقت الصبية الراحلة بعد حرمانها مغادرة غرفتها من اخت مجرمة لم يحوي قلبها الا السواد و القبح مثلها...
غضب الشاب بقوة و آل الانتقام من تلك المجرمة لن تنعم ابدآ بحياتها علي حساب روح اخري..
اعد جيدآ لخطة الانتقام سيذيقها العذاب و الويلات يوميآ حتي تقع في يده فينتقم منها اشد انتقام..
كان يراقبها جيدآ و يعلم ساعات خروجها و دخولها بات يرسل اليها كل ليلة برسائل التهديد و القتل و انه يعرف جريمتها النكراء .. كادت تصرخ من ذلك المجهول الذي اكتشف امرها..
دخلت الشرفة بغضب تبحث عن معلم واحد تركته بعد الجريمة في نفس اللحظة التي كان يراقبها رجال الشرطة و هي تبحث عن معلم جريمتها.. سمعت اصوات عربات الشرطة و رجال الامن يطلبون منها تسليم انفسها...
ولجت معهم و هي تدر ان امرها قد كشف و لا فرار..
في قاعة المحكمة كانت جموع الحاضرين تتجه عيونهم الي القاضي و الكل يرمقها باستحقار..
اطلق القاضي حكمه بإحالة اوراقها الي فضيله المفتي.. صاحت جموع الحاضرين - يحيا العدل - من بينهم كانت المرأة المكلومة علي صبيتها تنظر الي ابنتها الاخري المجرمة باستحقار نظرت اليها بغضب و هي تصرخ فيها قائلة :
فلتذهبي ايتها المحرمة القاتلة الي الجحيم لست ابنتي انتي قاتلة فلذة كبدي ابنتي هل نفعك سوادك و حقدك الان...
خلف المحكمة كانت روح الفتاة تنظر الي المحكمة بسلام.. آن العدل و ان كان بعد رحيلها.. ابتسامة خافتة رمقت بها الشاب الذي شعر بها و ان لم يراها..
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب