لا شك أنني مُتعبة منذ وقتٍ طويل.. كان قد مرّ بي الكثير ولم أستطع المرور بأي شيء .. في آخر حوارٍ لي مع شخص غريب لم اعرفه سوى لدقائق معدودة ، تحدثنا هكذا بعفوية و كانت جميع مواضيعنا عشوائية ، في مُنتصف الحوار كانت الجراح التي بداخلي تسبقني و تعبّر عن نفسها رغماً عنّي وجدتُ نفسي أبوح بأكثر التفاصيل التي لازالت تؤلمني ، المدهش في كل ذلك ..أنني كنت أضحك اثناء حديثي عن ما يؤلمني كما ان نوع من الاستهزاء كان يسيطر على حديثي ، شعرتُ بذلك وحاولتُ تبرير الأمر لذلك الغريب .. ثم قلت له بكل سذاجة: "أعتذر ، أعلم أن طريقتي في الحديث تبدو غريبة و سخيفة ربما لكنني هكذا أتحدث عما يدور بداخلي بطريقة كوميدية ،ربما لأنني لم أعد اتألم "
كانت لحظة جميلة و مخيفة بنفس الوقت ..كيف أنّ ذلك الغريب كان قد استوعب الأمر بشكلٍ سريع ،ابتسم لي وقال: " لا عليكِ، أنتِ لستِ غريبة الاطوار كما تعتقدين ، لربما كان أهمّ جزء في الأمر الذي يؤلمنا أحياناً هو أننا نعبّر عنه بطريقة كوميدية، وهذا يعني بالضرورة أننا لم نُشفى من ذلك الجرح بعد، فالأشياء التي تتألم بشدّة داخلنا تأتي على شكلِ نُكتة أو حديث سخيف بارد"..
لحظة صمت .. ثمّ وجدتُ نفسي عالقة فيما قيل حينها، لم أجد الرد المناسب ولم استطع تفسير أي شيء .. وددت البكاء .. وددت شيء من السلام في تلك اللحظة .. و لم أجد، لكنني على الأقل آمنتُ حينها أن الغريب قد يكون أقرب الى جراحك من أي شخصٍ آخر و ربما يحتضن تفاصيلك المؤلمة بكلمة واحدة كان يجب أن تكون عآبرة، لكنّها لم تكُن.
- ربما مُحادثة بسيطة مدتها ١٠ دقائق تُحيي بداخلك "شيء" عُمره ١٠ سنين.
-
Mais Souliasالكتابة ليست مجرد ورقة وقلم , إنما حوار بين الإحساس والصمت ، أكتب لأنني أشعر، لأنني.. أريد أن أحيا لا أن أنجو❤