صرخة أم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صرخة أم

اعيدو محمدي ( قصة كتبت يوما ما تضامنا مع اهالي ضحايا الاختطاف)

  نشر في 30 أكتوبر 2017 .

استيقظتُ على صوت امي تدنن خرجت من غرفتي مسرعة متتبعة مصدر الصوت..وصلت الى المطبخ لاجدها منهمكة في اعداد وجبة الغداء..اعترتني موجة فرح وانا من حوطني الحزن والتف حول ايامي ليخنقها ببطء منذ ثلاث سنوات...1095 يوما من الانشطار والتشظي...26280 ساعة من الترقب...1576800 دقيقة من الامل في ظهوره...946800 ثانية خوفا من حدوث الأسوأ...

لقد شفيت والدتي وعادت الى سابق عهدها واخيرا تنفست الصعداء او هكذا تبين لي...صباح الخير امي هل انت بخير؟ صباح الفل والياسمين وكيف ابدو لكِ؟ في احسن حالاتك الحمد لله...امي ماذا تطهين لنا على الغداء؟ انا احضر المعكرونة وجبة محمد المفضلة...فلتسرعي يامريم حضري الطاولة لم يتبقى الكثير على موعد خروجه من المدرسة...تسمرت مكاني...توسعت حدقتا عيني...تجمدت اطرافي...انا اختنق...انا اغرق في بحر دموعي التي أبت ان تتوقف...مريم فلتتحركي اجلبي في طريقك بعض العسل فقد صنعت له كعكته المفضلة...كالمشلولة أطرافه...كالذي خرج من عملية ويعاني من آثار البنج...زحفت الى الغرفة التالية واطلقت العنان لدموعي...وانا على هاته الحال سمعت دوي صراخ اخترق جدار الغرفة وهدم طبلة اذني... اعاد لي ذكرى لم تفارقنا يوما...صرخة أم فقدت فلذة كبدها...هرعت نحو امي لاجدها تقلب الاكل ويدها فوق النار...امي احترقت اصابع يدك...ساجلب الثلج...كي اخفف عنكِ وطأة الالم...وان يكن يامريم دعيها تحترق فكبدي تفحمت...هل لكِ أن تجلبي لي محمد...اين تراه يكون...هل كبر...اكاد اجزم أنه صار يشبهني ...تراها من هي المحظوظة التي يناديها بأمي...هل تهتم به جيدا...هل يأكل وينام جيدا...البارحة اتم السادسة من عمره واليوم اول يوم له في المدرسة...تراه كيف كان شعوره...هل هو خائف...هل امسك بطرف ثوبها وقال بأنه لايريد الذهاب إلى المدرسة...أسئلة شُل فمي للاجابة عنها واكتفيت باسناد جسم والدتي المهترء من ويلات فقدانها لقرة عينها...اعيدو لي #محمدي ...خذو كل شيء ولتعيدوه الى حضني...فلتنزعو عني الخنجر الذي غرستموه في قلبي يوم اختطفتموه...فلتنهو عذابي...اعيدوه ...اعيدوه اعي.....سكنت امي بفعل الإبرة المهدأة رفيقتها منذ حادثة الاختطاف...هدأت ولم يهدأ دوي كلماتها...محمد اخي الصغير المختطف منذ ثلاث سنوات خرج ليلعب مع أقرانه ولم يعد الى البيت مذاك...ونحن اليوم وكل يوم على قيد امل نعيشه لعله يعود وان كان ميتا فلينهو معاناة امي ليقرو عينها وليسمحو لها باكرام دفنه وزيارته كل حين بدل عيشها على ذكرى حياة عاشها محمد في كنفها ذات ثلاث سنوات ...Z.s

قضية اختطاف الاطفال الصغار اخذت منحى جد خطير في مجتمعاتنا نطالب بالقصاص لهكذا وحوش تجرأت ودنست البراءة ...لعلنا بذلك نطفأ النار التي تشتعل بداخل كل أم 

""ياقاتل الروح وين تروح نهار تجي وكتابك قدامك مفتوح""" الحاجب والعين

  • 2

   نشر في 30 أكتوبر 2017 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
لو كنت املك كل قلوب الارض لوضعتها على القلب المرسوم اسفل مقالك لي قلب اتركه لك كامضاء ،هذا لم يكن تعليقا بل كانت دمعة ام.
2
سارة
ادام الله رقة قلبك ، وادامك الام الحنون لاطفالك اسفة لانني تسببت بسقوط دموعك ولكنني اكتب بحزن لاعبر عن احزان كتب لها ان تصبح طي النسيان ، حفظ الله لك اطفالك وحفظ جميع اطفال المؤمنين .
Salsabil Djaou
امين يا رب

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا