صعب هو هذا الامتداد من اللاموقع،لست مع هؤلاء ولا اولئك،فالشيئ و اللاشيئ هنا سيان لافرق بينها الا في المجاز.
لست مع انصاف المتكلمين و لا انصاف الصامتين،ولست مع المتكلمين ولا مكان لي بين الصامتين حتى! لاموضوع يشغل بالي بل كل المواضيع ما يشغل بالي، و في اي منها انا لست راضيا و لارافضا حتى صفة الحياد لا ادري صيغتها ،فالحياد هو امضاء الموت بهامش الحياة .
لست عاشقا ولست كارها كل ما هنالك اني لا املك بوصلة توجه الشعور او اللاشعور،خواء وهباء من الافكار لامعلنة و لامخفاة، جدل من الجدل في جدل،هنا لاهناك و لافرق،فالمحدد الجغرافي مجرد الية نكبح بها دفق الواقع ربما يعطينا هوية و ربما يسلبها فالارض لا تعني دوما الهوية و ربما يعطينا خبزا ويسلب منا عمرا،فالوطن ليس رحيما دوما و ربما الوطن حيث الحياد واقع اكثر من كونه مجرد صفة استقرار،فالقبر وطن،واحيانا الوطن قبركذلك.
لست حزينا ولست سعيدا انا هنا فقط اقف بينهما في قبضة الجمود العاطفي ،لآميل لهذا و لاذاك فكلاهما راحل و تارك المكان لنقيضه و ربما خيار الجمود هو الاسلم بين ركض و ركض ،بين افول و صعود فالمتغير صفة لاتغري بالامتلاك.وكذلك الثابت ليس عنوانا لحياة .
لست من الحالمين و لا احمل مظلة الواقع فوق ناظري كذلك، فالحلم فتات الامل الممنوح طبيعا لتخفيف وطأة الواقع المفترس،او ربما هو الصيغة الاكثر متانة لرم نتوء واقع مهترء كصورة عتيقة في متحف البشرية لا شجاعة لاحد ان يرممها خشية اختلاط الوانها غير وضع زجاج كل انكسر رمم و اعيد و كذلك الاحلام تنكسر و تعاد، ووحدها القادرة على الزحف بين الموت و الحياة دونما قيد !
لست عنيفا ولست مسالما،فاكثر عزلتي امضيها في حرب الافكار لادماء فيها غير المداد و ضحاياي اوراق عذراء.لاحلم لي ولا واقع فالاول كالسيجارة الاولى قلما كانت هي الاخيرة والثاني ضريبة البقاء, و عامل الحياة انتقال بين الاثنين كلما علت سلطة احدهما اخضعت بجبروت الاخر, اما انا فمجرد شاهد بين هذا الانتقال ليس لي فيه غير عمري الذي اهبه كرها لكل هذا.
ليس لي حبيب ولآعداء لي، انا هنا فقط كشاهد قبر لا علاقة له بموت او حياة،انا فقط عنوان قارءه عابر، كاعلان بباب محطة القطار،او وردة مجهولة تزين عشاء ا ملكيا او راية في جنازة احدهم.انا لست بعضي و بعضي كله اناي،فلا انتماء لي ولاصنف انا مع الكل و ان كان الكل ضدي،فانا حبة رمل واحدة من هذه الصحراء يسمونها انسانية و حينا بشرية .
انا لاوطن لي ولاوثن،وطني كان ارضا اما اليوم فامسى مجرد فكرة و بضع نقاط تكمل المعنى المفقود حين اراجع سجل ذكرياتي او ربما هي السؤال الذي طرحه غيري كيف يعيش فينا الوطن وقد ضاق بينا العيش فيه؟اوربما هو الملل من تراكم المفردات و خلوها من عنصر المعنى ، ام هي لعنة السؤال التي تضع العقل في الوسط دوما لاجواب نهائي ولا سؤال مكتمل
التعليقات
انها ليست كلمات متناثرة على السطور انه شعور يتحدث .
أبدعت كل الإبداع
فاكثر عزلتي امضيها في حرب الافكار لادماء فيها غير المداد و ضحاياي اوراق عذراء.
صدقت ♡♥