الحياة لعبة،نسعى للفوز فيها،للوصول لمراحل متقدمة،لإتقانها،لإنهاءلعبة والانتقال للعبة أخرى،جميعنا كذلك يفعل،لكل منا لعبته المفضلة،لكل منا إمكانياته في اللعب،بعضنا محترف وآخر مبتدئ،بعضنا يتقن أكثر من لعبة،وبعضنا يعيش ليلعب فقط،من أكثر الالعاب شيوعاً،لعبة نعشقها،نعلبها في كل آن وحين،في كل مراحل عمرنا،لا نكل ولا نمل منها،لعبة التقمص،وهل فينا من لم يتقمص دور ما؟ هل فينا من يعلب هذه اللعبة؟ليس بصادق من قال أنا،التقمص أشكال وألوان ومراحل،البعض يفضل أنواعاً معينةمنه،بعضهم يتقمص دور المظلوم والمكلوم والمحروم والمسكين،البعض يستهويه عيش دور الضحية وندب حظه العاثر،آخر يشتكي بأن كل مشكلته الطيبة،البعض يتقمص دور الفارس وآخرون دور الفريسة،أقوياء وضعفاء،عظماء وبسطاء،كرماء وبخلاء،وعاظ ومفسدين.. نتقمص شئنا أم أبينا،علمنا بذلك أو جهلنا،لنواجه أنفسنا،ألم نتقمص دور القاضي والجلاد؟ دور المتعلم والمثقف؟ المحترم والمتأدب؟ الورع والتقي؟ الصادق والكريم؟ الناجح والمجتهد؟ هل منا لم يتقمص أدوار كتلك؟ كلنا فعلنا،نحاول أن نصبغ أنفسنا بما نتقمص،نسعى لأن نكون كتلك الصورة التي رسمناها،نسينا أننا بشر أو تناسينا،نسعى أن تنتقمص الدور الملاكئي دوماً ونسينا وجود الشيطان،فلننظر إلى الكذاب كيف يتقمص دور البريء،هو يعلم بذلك في قرارة نفسه،يكذب على نفسه قبل الآخرين،هل منا لا يكذب؟ التقمص سهل لكن أصعب مرحلة تقمص نفسنا الحقيقة،تقمص الأشياء التي تبنينا وتقوينا،جميل عندما نتخلص من التقمص الأدوار السلبية،المحبطة المتشائمة،السوادوية،الكئبية،مريح الابتعاد عن تقمص الشخصيات التي تكره الحياة بكل مافيها، من نعم،علينا أن نحدد الأدوار التي نريد تقمصها ،لنجتهد في الأختيار،لنحاول أن نكون أنفسنا،لا تدع الصورة تغريك ولنتذكر أن ارتداء الثياب أمر جداً يسير.

-