الاستاذ محمد اليدومي في كلمته أوضح المنهجية الإصلاحية السياسية المتزنة بكل ابعادها المنقوشة بجمال الصدق ونبل الانتماء وحكمة الممارسة السياسية ، وبالتالي فإن خطاب الاستاذ محمد اليدومي كقيادي ذو خبرة تاريخية عريقة في القيادة والسياسة تعبيرا أصيلا عن تجذر هذا الوعي الاصلاحي اليمني برمته وهو وعيا متفوقا لا ينساق الى لغة العنف ولا يبررها بل يهدم أركانها بوصفها لغة عبثية تستحق التقويض بشكل مستمر لما ترتبه من أوضاع متخلفة وبائسة ولا انسانية وكارثية.

جاءت كلمة الاستاذ محمد محملة بكثير من القوة والصدق ووضوح الرؤية ، فطبيعة الاصلاحي اليمني تمتاز بالهدوء وقوة المنطق وصدقه ووضوح الرؤية وهي طبيعة تكوينية كامنة في البنى والاصول التربوية والمعرفية التي ينطلقون منها كما تحمل عاطفة صادقة تجاه الشعب اليمني ، لقد ناضل الاصلاحيون بوطنية رفيعة واسسوا قيم السلم والنضال السلمي وبقيت هذه اللغة السلمية بسلوكيتها الرفيعة متواجدة في مختلف المراحل والتحديات وحين انتقل الاصلاح الى المقاومة الوطنية ضد الشرذمة الامامية الحوثية الايرانية انتقل من ذات القاعدة السلمية المدنية المقاومة بصيغتها الوطنية الشعبية التي تشبعت بقيم النضال السلمي قبل ذلك ،لكنها ولظروف موضوعية وجدت ذاتها في قلب المقاومة دفاعا عن مكتسبات الشعب النضالية وتلبية لنداء الشعب ورغبته في الحرية والخلاص وتحقيق أحلامه الوطنية في بناء الوطن وبناء دولته الوطنية القوية التي تحمي خياراته ومصالحه ومكتسباته النضالية والثورية والوفاء لدماء شهداءه الابرار

إن التجمع اليمني للاصلاح ليس حزبا نخبويا او انتهازيا يبحث عن مناصب وسفارات أو مكاسب خاصة او يتطفل على انتصارات إنه حزب سياسي مؤسسي ذو قاعدة شعبية وجماهيرية وامتداد تنظيمي واسع النطاق ينطلق من أصول معرفية اسلامية سوية تتجاوب مع فطرة الشعب اليمني وإيمانياته العقدية ويحمل مشروعا وطنيا شاملا له منطلقاته القوية والراسخة يستند الى مطلقات يقينية حقة ، فكل خارطة الجمهورية اليمنية لا تخلو منه ومن تواجده الفكري والبشري المنظم ومن آثار الخير التي يصنعها اعضاءه ومنتميه ومحبيه ، وهو امتداد لحركة اسلامية كبرى اسمها حركة الاخوان المسلمون "فحركة الاخوان المسلمين التي أنشأها حسن البنا عام ١٩٢٨م،تهدف أيضاً الى اعادة أسلمة المجتمع ،بل والى وضع جهاز كامل يغرس بقوة داخل المجتمع المدني ويتيح له الحلول محل الدولة حتى يسيطر تدريجيا على العمليات الاجتماعية برمتها،ولما كان لهذه الحركة أساس دولي راسخ ونظرا لنجاحها في بلورة وعي فكري متقدم للإسلام وإيجاد نماذج تطبيقية فعالة وقوية في بناء الدولة وإدارتها فقد اتضح انها من أقوى الحركات تأثيرا وفعالية بحيث استطاعت ان توظف العناصر المختلفة للقوة في سعيها من اجل تحقيق نهضات وطنية في كل بلد توجد فيه مشدودة نحو أهداف استراتيجية كبرى ".

وهو بالتالي حزب سياسي يعمل بإرادة دؤوبة لا تمل ولا تيئس ولا يصيبها الوهن من أجل تحقيق إرادة اليمنيين في الحياة الحرة الكريمة وفق دينهم وقيمهم وما يعتقدون ويأخذ بسنن التغيير إيمانا منه بأن ارادة الانسان لا تنتقل من طور القوة داخل النفس الى طور الفعل التاريخي خارج النفس الا اذا انبثقت من احشاء التحدي لارادات بشرية اخر مضادة ومناوئة ، واستطاعت التغلب عليها جميعاً والنفاذ من بينها منتصرة، بشرط الا تصطدم بارادة “ الكون “ المتمثلة بسننه ونواميسه لانها غالبة لا محالة، وفوق ذلك كله لابد ان يكون على وفاق مع مشيئة القدر، التي هي فوق كل مشيئة...

✍رداد السلامي

١٤سبتمبر٢٠١٥