الضحالة التي يمتاز بها البعض نتيجة منطقية لغياب قيمة القراءة كلازمة أساسية للتثقيف والارتقاء العقلي والمعرفي وتنمية مهارة التفكير والقدرة على المحاورة ، وكلما غاضت خاصية القراءة وضمرت لدى الفرد والمجتمع قلت فاعليته الذاتية وانعدمت لديه الرؤية النظرية المعرفية الضرورية للبناء وشق طريق نحو تحقيق تحضره وتفوقه المتكامل ، والاشكالية إننا في بلد لا يشجع على القراءة والمحاورة والتثاقف بلد يشجع على الجمود والرتابة والابتعاد عن منابع النور ومنابت الضوء المعرفي ، بلد كرس فيه البعض مخاوف الاقتراب من حوامل المعرف"الكتاب" خشية أن تصنع القراءة انحرافا والحقيقة أن المجتمع القاريء مجتمع أبعد ما يكون عن الانحراف والتخلف ، وكلما ابتعد الفرد والمجتمع عن القراءة ازدادت احتمالات الانحرف وارتفعت نسبة التخلف واختل السلوك الانساني الناضج ، إن تنمية مهارة القراءة والقراءة الناضجة عملا يتطلب التشجيع المستمر وتوفير الامكانات المعرفية اللازمة من أجل إنضاج وعي المجتمع وإيصاله الى مرحلة تبني الافكار الناهضة القادرة على الارتقاء به وتحقيق نهضته وحضارته وكماله الانساني المنشود ...
٢-٥-٢٠١٤م
-
رداد السلامي...