لا تبكي على مرأى من عيونهم
سميرة بيطام
نشر في 27 يناير 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يعلو صوتي بالصراخ عليك ولو كنت هشة رقيقة الحس ضعيفة التحمل، يمتزج دمي لقبا آخر غير ثبات الزمرة والحرارة والحياة ،ان حاكيتني أنك لا تقدرين أقولها لك من الغباء أن لا تقدري ، وان أرجعت لي الغضب مزدوجا من اللاصبر ، رددت لك الكف على الكف بماهية وجودك سؤالا موجعا ، لا تسندي ضعفك على كتفي ،فثقلك لم يعد يستهويني في فطرته، لا تكتبي ربحا وخسارة على صحائفي فملامح القوة ترفضك بين أناملي، قاسية أي نعم ولن أتغير في لحظاتك هذه ، شديدة الأسوة بماضيك أي نعم و لن أتبدل، كفيني ثرثرة بلا ثبات لقرار حاسم ، اتخذيه الآن مهما كان صعبا في رهانه المعقد، اتخذيه لتتعلمي أن تصفعي نفسك مرة و مرة و أكثر من مرتين لتكفي عن اللوم و العتاب، زيدي في حمل الأشياء وزنا آخر على ظهرك ،لم يعد يهمني كيف تتحررين من هذا الرهان و لم يعد يهمني كم تحتاجين للمدد من المساعدة ، لا يهمني وأرفض أن يهمني ولو لثوان ، ردديها مرة أخرى انها القسوة و تقبليها مني،نعم هي كذلك، تحتاجين لقلب الحروف على غير نظامها تحتاجين أن تقفي على أصابع ارجلك المقيدتين لتعرفي حجم التحمل في طول صبرك، لا يزال تعلم الشدة و لهيبها جمرا لم يحرق بعد أكف القبول فيك، صغيرة في عمرك لازلت..كبيرة في مساعيك قد حلمت باكرا هو هكذا نوع الثائرين الغاضبين الغير راضين بمسار اليسر..تمرد الحرف مني الآن ولك بالاستماع ، استمري و لبي لنفسك مزيجا من القبول بالقوة ، لا تمازحي مني الجد ولا تجتهدي بين خفة الظل و شعور الفشل ، لملمي عنك كلمات ومعاني الخوف ودعك من احتساب الشعور على الجهة الأخرى من انتباهي ،والحذر واجب من أي دمعة قد تسقط على مرأى من عيونهم ، كفكفيها واحبسي منها الرفض القاطع لما حصل معك، بسيطة جدا لأنها كانت لابد أن تنزل تلك الصاعقة الغير محتسبة في قاموس يومياتك بل سنوات عمرك، لا يهمك فالكل راحل مرتحل مسافر مجتمع أن لا يبدو خسران..اقبليها كما هي سنة حياة ، هي حكاية ليست بعد في جعبة فهمك لأنها مزيفة والزيف معي لا ألبي له سمعا ولا أرتدي له طاعة، أحسني معاشرة الحزن في رفق ، دعيه يتحرر من قبضة يدك و قلبك حتى يسكن الارتياح مكانه من ثقتك ،شعور ثم ندم ثم قبول ، هنا تكمن سعادتك ولو ظننت أني لا أمنحك حقك من التقدير فقد أصبت ، ليس الآن أجليه لوقت لاحق ، لن أحكي لك نتائج تقديراتك فالخصم يقرأ لك من خلف السطور وفي عمقها، انتبهي للدمع أن ينزل و باقي التصرفات لا تراقبيها فمن عادة الانسان أن يبدو على طلاقته الا دمعة واحدة قد تتسلل من مقلتيك وتلبي نداء الاستهتار في رحلة استسلام..أحترم فيك الضعف الغير معلن و أعجب كثيرا بصرامة الرفض لأي تعبير عن ملل، القادم سيعيد لك المجد أمجادا والمرتحل سيمسح في تاريخك سطورا من أخطاء..كلها في سيرة كفاح مدونة..انتبهي لدمعك و الباقي كله متقبل مقبول قابل للاحتضان، زيدي لنفسك عشقا بلا حدود من ذاك الزائد نحوا و قصيدة تهدأ فيك الطيش بغير سند..ارتاحي الآن واتركي الغد يتصرف بزمنه، فلن تتحكمي في كل الموسوعات مصادرا لكلماتك..ارتاحي والمقبل دعم و تغيير ومكامن أخرى من المضامين ..لاشي ثابت على حاله و لا أمر متغير في فجائته، كل شيء في أوانه مترجم و كل عبرة في موقفها هي حكاية جديدة..استلهمي منها المعنى ولا تحذفي منها تقصيرك مع الثبات، عزيمة لأنه تردد ثم انتفاضة ثم راحة..لتصبحي في أوانك شخصية لا تهزم..بدء بدمع لم ينزل على مرأى من عيونهم. وصولا لاستحكام في الأعصاب والنبضات الزائدة ،هذه هي قاعدة التحول من حال الى حال ولا تشرحيها..احتفظي بها لنفسك و لا تحفظي منها الا ما شابه الاصرار فيك.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية