قبل شهر
تحت عنوان ' لسْنَ مثالا يحتذى'
1- لن اكون امرأة منتجة اقرب الى ماكينة منها الى انسانة ، بقدر ما اقدم ساخذ والا سيتوقف عطائي عندها
2- ساتحاشى ان انعت بسيئة الحظ وارمق بنظرات الشفقة والعطف بل سازرع الحب في حياتي ليزهر لاجلي ويمنحني رحيقا يمحق كل صفات البؤس عني
3-من المستحيل ان اكون تلك الثرثارة الفضّة عديمة المبادئ التي سقطت من عين نفسها لاجل عيون لا تستحق ان تكرم
4- ولا احبذ بان اكون تلك الضعيفة التي تهز كيانها ابسط النكبات وتشعرها بانها فاشلة لاتصلح لشي وقد خلقت عبثا
5- عند بلوغي الخمسين -إن بقيت وبقيت الحياة - لن اتقاعد عن ممارسة الحياة بل ساحرص على ايجاد قضية او هدف اعيش به ومعه وساكتب حينها 'بوح الخمسين 'على غرار مقال قرائته هنا مع مسحات امل وشغف عشرينية .
لا اعرف بماذا كنت افكر حينها
....................
قبل ثلاث اسابيع
تحت عنوان ' حوار مع نفسي '
**يا لسوء الحظ لقد وجدت اسمي في اكثر مستشفى أمقته انها مستشفى النسائية والولادة ساضطر لتحمل النساء بمشاكلهن النفسية قبل امراضهن الجسدية ، مع ان الاقامة تشمل التنقل على كافة الفروع لكني لا ارغب بالبدء من هنا !!
---مابكِ ابتسمي لا تستحق خلاياك العصبيه ان تموت لاجل امر بامكانك ان تختبري صبرك فيه اهدئي ,, اهدئي وثقي بالله فالخيرة فيما اختاره،، ومثلَ ما قُلتي فالامر مؤقت ليست سوى اربعة اشهر و ستمضي بلمح البصر
** على اية حال لا نية لدي لاخذ التخصص فيها فلم إضاعة الوقت ؟! لنرى لعله خير .
هنا ابث شكواي الى ورقي كعادتي عندما تضعف حيلتي
....................
قبل اسبوعين
تحت عنوان 'نساء بقلوب رجال'
# عجوز ستينية ، ام علي ، بروح مكابرة ومتجملة وجسد هزيل تلك هي طباخة دار الطبيبات ،، المعيل الوحيد لايتام اولادها احدهما ذهب ضحية الحرب والاخر ضحية الجهل وجدت نفسها على كِبَر امام مسؤوليات تشق على الرجال براتب تتسوله من دولة متقشفة تاخذ اكثر مما تعطي
# ام مهند ممرضة بخبرة طويلة ، لم اتمكن من تكهن عمرها ، تبدو كشجرة ذابلة تركت الفصول اثارها على جسدها القصير الممتلئ كدرا وهما ذات نتاج وافر طالما اخجلني ودفعني للاستمرار بالعمل بلا شكوى فبت اشاركها في عملها لانال قسطا اكبر من الطاقة والحب
ما اذهب ذهولي في أمرها انها تعمل لاجل يتيمتها التي تكمل الماستر من ذلك الجهد وبلا شك لن تدخر شيئا من جهدها في سبيل ابنتها ،، نعم انه الايثار يرتدي اجمل حليه
# وفاء ، اعدادية تمريض تعمل في طوارئ النسائية، ذات الرداء الاسود شابة ثلاثينية بوجه مريح و ملامح هادئة ومتوددة
ذلك الهدوء وتلك الرقة تخفي خلفها شجاعة ترفع لها القبعة احتراما ،، فقد ذهب زوجها فداءا للوطن ولم يعد في احداث 2007م وتركها تلعن الوطن ! مع ثلاثة اطفال بلا حامي ولا معين عانت من الفقد ما عانت ولكنها عادت كجبل اشمّ اكملت تعليمها وحصلت على وظيفة جديدة لتربي اولادها بعز وكرامة
# ذاكرة الشابة المهجرة؛ معهد صحي ، على مشارف العشرين بقوام طويل وملامح تركمانية مميزة تركت احلامها في الموصل وبدات حياة تشبه كل شي عدا الحياة ،، فلم يزيدني سردها لقصتها معرفة على ما اوحت به ملامحها ، اسدلت تجربتها على وجهها ستار الحكمة واليأس من الحياة ومن فيها
لكنتها العربية لا تحوي تاء التانيث فالامر عندها سواء بين المخاطب المذكر والمؤنث ،، ان كانت الحياة لم ترأف بها وتهبها حقها من التمييز فما نفع التاء
# واخيرا تلك المريضة الرثة الريفية التي لم استطع ان اغفل عن ذكرها ، اسقطت جنينها وهو في الشهر الرابع جاءت الى المستشفى مع زوجها بوضعية لها يرثى واستنكرنا عليها عملها الذي يعد حراما في شريعة الارض والسماء ،، لقد سول لها التخلف ان تتجرا على سلب حياة جنينها ، كشفت لي قصتها عن متهم اخر هو الفقر فهي لا تملك قوت اطفالها الاحياء و لم ترغب بزيادة حملها،، ان تقتله وهو جنين بنظرها افضل من ان تقتله الحياة على مرأى منها جوعا وجهلا مع اني لا ابرر لها شيئا ولكن بالنهاية يبقى الامر اننا لا نحصد سوى ما زرعناه ؛ وسندفع جميعنا ثمن ما فرطنا فيه من حقها ..
هذه الاسطر اردت بها التخفف منهن ،، بعد الانتهاء اجدهن اثقل في داخلي من ذي قبل
...............
قبل اسبوع
تحت عنوان " بلا عنوان "
تسارع سير الاحداث بطريقة مخيفة تنذر بان النهاية اصبحت وشيكة وبان الامل الذي طالما تمسكنا به يبدو اقرب الى السراب منه الى الحقيقة ،، انباء عن قتلى هنا ومشردين هناك ،، خيانات ومؤامرات تاخذ تسميات منمقة ،، حصار يفرض بالقرب منا وازمات اقتصادية وضعتنا في الهواية بعد ان كنا على حافاتها
دوي الانفجارات اصبح اكثر جرأَة من ذي قبل تارة نستيقظ واخرى نأرق على وقعه ، والموت لم يعد عابر سبيل يأتي على استحياء بل اصبح مقيما دائما يصدح بوقع خطاه على كل حال لم اعد ابالي باعداد الشهداء فقد نجوا ! ما يفجعني هو تخيل اعداد الاناث من الثكالى والارامل والايتام هل سنستمر بصناعة نساء بقلوب رجال ؟
هذا نتاج التنقل بين القنوات الإخبارية مع ان الواقع اشد وقعا وصدقا مما يخبركم به هؤلاء
...............
اليوم
' لم اعد كما كنت '
يقول غسان كنفاني
* لا تصدق ان الانسان ينمو لا انه يولد فجأة ، كلمة ما في لحظة ما ، تشق صدره عن نبض جديد ، مشهد واحد يطوح به من سقف الطفولة الى وعر الطريق *
بعد شهر من الاحتكاك المستمر مع النساء ادركت ان كثرة المشاهد وقسوتها ، جعلت كل نساء الحرب - وبلا استثناء - مثالا يحتذى واستثناء ، بينما يتسابق الرجال في مجال صناعة الموت يحاربن للاستمرار في معترك الحياة
اما انا فلم اعد كما كنت كل طرق الموت المتزاحمة حولي جعلتني اكثر رغبة في ان اشق طريق الحياة
وها انا انهي اليوميات على عجالة لالحق احلامي ، ما بقي من سقف الطفولة ، التي باتت تتحقق صدقا لا مجازا اثناء نومي
تصبحون على خير
21/4/2016
-
فاطمة أحمدفقط إنسانه
التعليقات
"على اية حال لا نية لدي لاخذ التخصص فيها فلم -اضاعت- الوقت" سيكون صحيحا لو قصدك لماذا هي أضاعت الوقت. لكن أظن أن قصدك لماذا إضاعة الوقت أصلا. إذا يجب أن تكتب (فلم إضاعة الوقت).
تحياتي