" هل أنت حقا مندهش"
برهة من عمر الكون السرمدي..
نشر في 23 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ينتشلنا السفر من دوّاماتنا الصغيرة، يشرع نوافذ نبصر منها اتساع العالم، يُذكّرنا أننا جزء لا متناهي الضآلة في كتلته اللامتناهية الضخامة، يدعونا أن لا نهرق بغباء عمراً ثميناً يتلاشى بسرعة محزنة مع دوران الكرة العملاقة، في أقلّ من برهة من عمر الكون السرمدي..
لطالما كنت ذلك المندهش من كل شيء.. أبحث دوما وبكل اصرار عن أي شيء يثير الدهشة, أتحرى أي سبب لذلك, وعندما أجد السبب لا ألبث عن شيء مدهش جديد. ولهذا كان عليّ أن أكتب، وكان عليّ أن أترجم، وكان عليّ أن أرسم. كان عليّ أن أخوض بحارًا من الكلمات.. بحارًا من الخطوط والألوان، وبحارًا من الأنغام لا تخوم لها.لكي أستمر في هذه الدهشة، وأستمرّ في محاولتي معرفة هذه الدهشة، ومعرفة أسبابها وأبعادها.
حين تضيق بنا الدروب... وتختنق الحنجرة بالكلمات... يبتلع الخواء كل شئ... تتساوى الأشياء جميعاً، تكتسب كلّها لوناً واحداً... حينها... منتهى الوحدة أن نعتصر أذهاننا لنتذكّر شخصاً واحداً... واحداً فقط... يمكننا أن نلجأ إليه... نبكي على كتفه... دون أن يسألنا لماذا... نهذي طويلاً دون أن يقاطعنا... نلمس صدق أحزاننا في عيونه... نبلسم عذاباتنا بهمساته!!
كنت قد بلغت من العمر ما لا يمكن معه أن أؤمن بإمكانية الهرب , لكنني عثرت حينها على وهم قديم , و هم العودة , ليس من أجل البحث عن شيء جديد , بل من أجل البحث عن مرسى معلوم , لأنه ليس ثمة فرق بين الرحيل إلى ما هو جديد و بين العودة . لأنك في نهاية الرحلة تكون دوماً أنت ذاتك , تنتظر بوجهك ذاته , بحملك ذاته , بأسئلتك ذاتها , الشيء الوحيد الذي يتغير هو أنه بعد كل رحلة تكون أكبر سناً و اقل اهتماما!!
أحاول دوما أن أنكب على غرس جذوري , فالعالم ينتهي بالوصول الى حيث كنت , لهذا علي ألا أتحرك وأن أبقى مكاني منتظرا الخير في البقاء في حدود يومي ..دهشتي تكمن في أحلام تراودني أنني لم افعل شيئا في حياتي, وعلي البدء من جديد, ولكنني غير قادر على البدء مجددا..وهنا تكمن تعاستي!!..لا يوجد ما أرغب في عيشه كي ارويه لنفسي مستقبلا..باتت الكتابة حملا ثقيلا علي..لا يوجد ما أرغب أن أكونه!!.. إننا نولد وحيدين , و كل ما يتلو ذلك نسيان لهذه الحقيقة...أليس كذلك؟
حاولت أن اكتب رواية ..أكتبها لنفسي..كتبت أربعة منها..وكلها لم تكتمل..لم استطع اكمالها..دوما هناك شيء ينقصني ..حاولت أن أقترب من روحي علني أقترب من روح العالم أكثر؟!
"هو سن العجز والشيخوخة..شيء من الخرف والإهمال..بل أكاد أقول نوع فاخر من الزهايمر..ما الذي يجعلنا نهمل قضايا أساسية يسقطها الزمن من الاعتبار..ذلك التحفظ والشيء الخاص مع الزمن يصبح عاما..ينفتح القلب كعضلة رخوة..ينفتح اللسان كالمزراب..ينفتح العقل بلا صمام..أشياء أساسية من أيام مضت..تتجلط وتتخثر في الشيخوخة!!"
أملي في خالقي كبير..ممتلىء أنا بنعمة من الله..ولن تنتهي دهشتي ..
ماهر(باكير)دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
هنا وجدتني بين الكلمات هو حالي وتلك الدهشة التي تلازمني.
حقيقة
انت مدهش.