الدين و العلم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الدين و العلم

  نشر في 22 ديسمبر 2017 .


سأتحدث في هذا المقال عن ثلاثة أنواع من الأسر أو العوائل في الوطن العربي ، الأولى عائلةٌ متدينة لكن تدينها ينقصه العلم ، و الثانية عائلة متنورة بنور العلم لكنها مبتعدة عن الدين ، و الأخيرة عائلة و هي من العوائل القليلة جداً و التي تجمع بين الأمرين الدين و العلم ، وطبعاً هذه الفئة تكاد لا ترى وجوداً لها لقلتها ، ووجودها يدل على وعي كبير جداً لدى هذه العائلة .

في الواقع أرى أن أغلب الأسر في مجتمعاتنا منقسمة إلى ثلاثة أقسام فإما أن تكون متدينة " شكلياً " وهو الغالب ، كأن تهتم هذه الفئة بتعليم أولادها الصلاة و الصيام و قراءة القرآن و لبس الحجاب و غيرها من الأمور التعبدية ، و إما أن تكون من العوائل التي تهتم لتعليم أبنائها في أرقى المدارس و الجامعات ، و تركز على تدريس أولادها اللغات الأجنبية و تحرص على حصول أولادها على تعليم متميز و مواكب للعلوم الحديثة ، أما الفئة الثالثة فهي أوعى الفئات .

نستطيع أن نلاحظ هنا أن لدينا مشكلة تتلخص في الإعتقاد بأن الدين و العلم لا يمكن أن يجتمعا معاً ، لذلك تجد المتديين لا يركزون كثيراً على تعليم أبنائهم أفضل تعليم ، فيكفي أن يتم إدخالهم المدارس ، فإذا تميز الإبن أو البنت فيتم مواصلة تعليمهم الجامعي و إلا فتكفي الشهادة الثانوية ، و بالمقابل تجد القسم الآخر لا يركزون كثيراً على تطبيق تعاليم الدين ، فمن غير الضروري لبس الحجاب ، و إقامة العلاقات بين الجنسين أمر متساهل به وغيرها من الأمور .

أنا شخصياً أغبط من يولد في الفئة الثالثة والتي تجمع بين الأمرين ، لذلك أقول أن من الضروري أن يعي المجتمع أن إجتماع الدين و العلم ممكن ، لكن فهمنا المغلوط عن الدين و إدراكنا الخاطئ عن العلم هو من أظهر هذه الفجوة لدينا ، لذلك تجد الفئة الأولى تختزل الدين في الأمور التعبدية فقط ، و تجد الفئة الثانية يعتبرون أن الشهادة هي أساس العلم ، لكن الحقيقة هي أن مفهوم الدين و العلم أوسع كثيراً و أشمل من المفهوم المتداول لدينا .

نحتاج إلى فهم الغاية ، فعلى سبيل المثال يعتبر الكثير أن غاية الدراسة هي الشهادة و التي منها يمكننا الحصول على وظيفة و تأمين المستقبل ، و كذلك الفئة الثانية ، فمثلاً تهتم هذه الفئة بتعليم أولادها قراءة القرآن و ختمه ، لكن إن ركزنا على الغاية في هذين المثالين سنجد أن الغاية الأساسية من العلم هي التعلم و ليس الشهادة ، وكذلك الغاية الرئيسة من القرآن هي تدبره و العمل به لا لقراءته فقط ، ضربت هذين المثالين لتقريب الصورة فقط ، لذلك ختاماً أقول أن المشكلة تكمن في عدم معرفة الغاية الحقيقية مما أدى إلى خلق هذا الحاجز الوهمي بين الدين و العلم .

عمار محمد



  • Ammar
    عمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم
   نشر في 22 ديسمبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا