القدر المنتظر
القدر المنتظر
نشر في 28 أبريل 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كُثر هم الذين يصرخون خلف الجدران بين آهات ودموع لا أحد يعلم أنينهم ويرى دموعهم إلا الله، هم بين الرجاء والخوف وبين اليأس أحيانًا وبين الأمل كثيرًا، بعض الأوقات يظنون أنهم قد تأخروا والقطار رحل عن محطاتهم ولكن لو يعلمون ما يدبر الله لهم من خير لارتاحوا من هم التفكير والخوف من المستقبل والقلق الدائم، تلك القلوب التى ضعفت من كثرة التفكير واهتزت ثقتهم بأنفسهم من مرور الأيام ينتظرون وينتظرون ولكن هم دائمًا معذورون لأن طبع الانسان دائما عجولا، يرتعدون دائمًا من حمل لقب عانس يرتبكون عندما يسألوهن عن خاتم الخطوبة ذلك الخاتم الذي تسبب في عقد الكثير من بناتنا تسبب في حالة من الحزن عندما يرون إحداهن أو صديقاتهن أو أقاربهن يلبسونه، الضغط النفسي الذي يتعرضون له من الناس وممن حولهم كثير جدًا لا يتحمله بشر، تلك القلوب التي تحملت الكثير أما آن لها أن تطمئن لقدر الله.
تلك القلوب التي تبكي بين يدي الله أما آن لها أن تعلم حكمة الله في ذلك، ألم يمر عليهن قول الله تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وقول الله تعالى (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) لو سلموا الأمر لله لارتاحوا من هم التفكير والحزن على أحوالهن، نعم معذورون لأننا بشر نفرح ونحزن نبتسم ونبكي تمر بنا أوقات لا يعلم حالنا إلا الله، نتطلع إلى ما هو خير ظانين أن ما نحن فيه أسوأ حال وبعضهم لوعلم الغيب لاختار الواقع.
أيها الجالسون الباكون على حظهم المتعسر لستم وحدكم من يحمل همًا بين أضلعه انظروا حولكم كم هم المبتلين في هذه الدنيا، انظروا لمن كانت تحمل جمال الكون كيف أصبحت مطلقة في أقل من عام زواج، انظروا لمن ابتليت بفقد زوجها أو إصابته مما جعله لا يغادر بيتها، لأن تكون في انتظار الفرج وتدبير الله لكي خيرًا، من تكون في صف المطلقات والأرامل فاحمدي الله على ما أنت فيه الآن، عليكي بالصبر والتأني، واعلمي أن أفضل العبادة انتظار الفرج وثقي في تدبير الله لكي وتوكلي عليه واشغلي نفسك بعلم نافع أوعمل صالح، احفظي كتاب الله أو الأحاديث النبوية لا تجلسي تندبين حظك، والفراغ قادر على قتلك وتدميرك، ادعوا الله كثيرًا، استغفري، صلي صلاة الحاجة، اعملي عملًا تطوعيًا فالسعادة تكمن في العطاء واتصالك بالأصدقاء الصالحين يجلب لكي خيرًا كثيرًا، لا تسمعي الناس ولا يشغلك كلامهم وثقي في رب الناس فهو أقرب إليك من نفسك، لا تستعجلي طرق بابك فقد يكون الخير في الطريق ويحتاج منك كثرة استغفار حتى يهديه الله إليك.
وإلى لقاء آخر بإذن الله.
https://www.facebook.com/pro.momenms
Momenms@Gmail.com