الأديب .. و الحب
الأديب ضرب من الناس.. غير أنه لا يشابه الناس
ففكره نور.. وصوته روح.. وصورته بهاء.. و طريقته علا
و الأديب كغيره.. لا ينفك عن طبيعته.. فالحب كما هو لازم
من لوازم الحياة لكل إنسان.. فهو لحن الحياة للأديب
والأدب قد يشغل الأديب عن المحبوبة.. فيصير أدبه محبب إليه أكثر مما يحب
فتكون قصيدته أو رسالته أو كتابه محبوبته التي يخلص إليه.. ويفضي لها بكل ما تصدره نفسه من إحساس وشعور، من تأثر وتأثير
لذلك ترى الأدب ضرة الحبيبة.. بل لعلها من أكبر الضرائر
إذ أن الأدب يملك على الأديب فؤاده فيصير أسيره.. مكبل بأصفاده.. ومقيد بأحباله
لا يتحرك إلا في مربعه.. ولا يبين إلا عما يمليه عليه الأدب
فلسانه عربي فصيح.. وفكره لوذعي مليح
والأديب
لا تخطئه العين إن تكلم.. ولا تنساه الأذن إذا أسمع
فالحب إذا نزل محل سره الروحي..
سرت العين فأضاءت ..
وانفتح القلب فأشرق..
وانطلق اللسان فأسرع..
والأديب لا يغره بهرج الزينة
ولا تباين الألوان
إنما يسعده في محبوبته ما يراه
من سلامة المنطق
ومنطق العقل
ودفء القلب
وصفاء الروح
فهو حينما يختار يختار بروحه لا بقلبه
وحينما يُقْبِلُ يُقْبْل بقلبه لا بعقله
وامرأة الأديب
كشعلة المصباح .. تضيء جوانبه بعد ظلام الوحدة
وكريشة الرسام.. ترسم له الطريق بعد طول سير
وكعصا الشيخ.. تعصمه من السقوط .. وتكفيه ذل الحاجة
#أحمد_صبري
-
أحمد صبريمحب للأدب والشعر والتاريخ