يتضحُ من خلال الأساطير القديمة أن الخلفيات الثقافية للشعوب أرتبطت بآلهة كانت في محل التصديق الإيماني الذي لايحتمل النقد ولا يقبل الجدل، حيث تكونت تلك الفكرة التأليهية بأحداث ووقائع عبر الأزمان حتى أضحت رموز وشواهد فكرية واجتماعية لكثير من الأمم والشعوب منذ بداية التاريخ وظهور الكيانات الاجتماعية إبتداءً بالفراعنة وحضارات مابين النهرين ومروراً باليونان والرومان وبقية الشعوب والحضارات التي تعيش في أطراف الأرض شرقاً وغرباً . فكما كان "ابولو" آلهة الشمس عند الأغريق كان عشتار آلهة الحب والجمال عند البابليين و كان " كيريس " إله الأرض عند الرومان و " ايزيس" إله الخصب عند الفراعنة. وفي الوقت الحاضر لم يعد للآلهة بمعناها الابستميولوجي ذلك المعنى القديم الذي يقدم الأسطورة كواقع بل إن هناك آلهة تقدم الواقع كأسطورة وأهم تلك الألهة الإله " طرطاق " وهو إله التطبيل !
يعتقد المؤمنون بالإله طرطاق أن لديه القدرة على خلق واقع يعمق قدرة أصحاب النفوذ والسيطرة على جعل الرصاصة وردة وجعل الوهم حقيقة وتحويل الحقائق الدامغة إلى أوهام ولديه القدرة على شرعنة مالايُتخيل شرعنته وتقديم من لا يتوقع تقديمه فهو لايعتمد الأديولوجيا كفرض واقع معين لأن الأيديولوجيا تعتمد الفكر ، بل يقوم الإله طرطاق على عنصر الصوت الذي يرتفع بمكانة المُطبل له ويقوي تأثير المُطبِل ثم يقضي على قدرات التفكير عند ضحاياه من المستعمين حتى تنزوي العقول بإحساس إيماني تام يدخلهم في مجال التصديق الذي يجعل مجرد النقد " هرطقة" توجب العقاب الإلهي العاجل.
لايتحلى الإله " طرطاق" بإخلاقيات الألهة القديمة ولا يهمه أن يكون في مكانتها كلاسيكياً ورومانسياً لأن وظيفته متجددة وتركز على خلق وقائع جديدة وطبائع متجدده تخدم اهدافاً براجماتية لاتتحدد كوظيفة طبيعية أحبها البشر وعاشتها الإنسانية كجزء رئيسي من حياتها عبر الأجيال المتعاقبة كما كانت الآلهة السابقة.
فاصلة " طرطاقية"
- كان الإيمان بالآلهة القديمة معتقد للجميع لإن الإعتقاد بفائدته كان للجميع، أما " طرطاق" فهو إله لفئةٍ تكاد أن تكون آلهة!
نواف بن جارالله