-رجُلٌ يُخَلّدُ حبيبتُه قبلَ و بَعدَ رحيلها-
" مريد البرغوثي و رضوىٰ عاشور "
نشر في 01 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
إنهُ العشقُ السرمديّ .. مريد البرغوثي و حبيبتهُ رضوىٰ عاشور .
ابتدأ المطاف بهم في إحدىٰ جامعات مصر ، الشعر و الأدب فتح لطرّقِ حُبِّهم الباب .. بابٌ ريحُها هادئة وخُلِعت الباب يوم فكر مريد بتوثيقِ هذا الحُبّ زواجاً ، الأمرُ ليس بسهلٍ لرجُلٍ فلسطينيّ أجنبيٌ غريب بالنسبة لِكُلِّ شخصٍ سطحيّ لم يذقّ نشوة الحُب .. رضوىٰ الفتاة العشرينية الجميلة المُفعمة بالأدب و السلام الداخلي الخجول تنتصب بوجهِ المجتمع و كُلّ مَن قال: لا لهذا الزواج .
منتصف المطاف بابٌ جديدٌ فُتِح بوجهِهم و بعد مُعاناة الزواج الأولىٰ ؛ مُنع حُبيبها من دخول البلاد، الحبيب الذي يحمل بجيناتهِ هرمون العروبة؛ ما أطاح به إلىٰ فراقٍ دام سنوات .
ثمرةُ هذا الحبّ " تميم " .. مِن امٍّ مصرية كاتبة ، ناقدة وتدريسية مُثقفة، وأبّ شاعر أديب مُثقف يسيرُ بعروقهِ الشعر والعروبة وأنثىٰ أسمها رضوىٰ؛ كيف برأيكم يكون نِتاج هذا العشق!! غير شاعرٍ كأنه مُتنبي زمانه.
بابٌ جديد فُتِح بهذا المطاف مرةً أخرىٰ! بابٌ ليته لمْ يكن له مقبض.. شُوِّه بفتحِه شكل الأيام السعيدة التي انتظرتها هذهِ العائلة الصغيرة.. رضوىٰ الحنونة التي قال فيها شاعرها المُتيم "أنتِ حنونةٌ كالرذاذ وأنا أحتاجكِ لأنمو" لمْ يحنو عليها المرض حاربها دون ذنب، ليس لها فقط بل لمريد وتميم حصةٌ في ذلك.
طارت روحها ذاتَ نهار وخُلِّدَ جُزءاً منها ليس ضئيل بحروفِ كلٍّ من حبيبها ووليدُها الصغير "تميم"، لم يكُن نهاية المطاف، مريد لمْ ينتهِ معه هذا المطاف علىٰ العهد بقىٰ كما عهدتهُ رضوى، في شعرِه يسعىٰ لحضورها وفي عموم الحياة.
وعن تميم فعاشَ مُخلصاً ممزوجاً بعروبةٍ جناها مع جيناتهِ مُنذ الولادة نصفهُ فلسطينيّ مُنتفض ونصفهُ الآخر مصريّ غيور على الأوطان حتىٰ صُنّفَ شاعر العرب.. يقول في كتاباتهِ عن والدتهُ الراحلة :
" عودي يا ضحكتها عودي "
" لكني عارف بإني إبن رضوى عاشور
أمي اللي حَمْلَها ما ينحسب بشهور
الحب في قلبها والحرب خيط مضفور
تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى " .
رضوىٰ الكاتبة المُعلمة والأم بانَ بصبيها مُبكراً روح الأدب التي وأبيه أنبته بذرةً فيه، تركت الشعر يوم أسرها شعر حبيبها مريد ؛ فدعته للشعر ولها، أبدت نجاحات طول حياتها الأدبية في ترجماتها ورواياتها التي نُشِرت وأخذت الجوائز العدّة .
أشهر وأهم روايتها "الطنطورية ٢٠١١" من بين أربع روايات و"مجموعة تقارير السيدة راء القصصية" .
أدناه اقتباسات اقتنيتها بشكل مُتفرق ..
- " لكل أولئك الذين أحبّونا ولم نحبهم كما ينبغي، سلامًا طيبًا ووردة " .
- " كأن الأيام دهاليز مظلمة يقودك الواحد منها إلى الآخر فتنقاد لا تنتظر شيئا، تمضي وحيدا وببطء، لا فرح لا حزن لا سخط لا دهشة أو انتباه، ثم فجأة وعلى غير توقع تبصر ضوء، ثم تتساءل هل كان حلماً أو وهما، وتمشي في دهليزك من جديد " .
- " يبعث لك اللهُ من يحتضنُك في قلبه كوطنٍ صغير، بعيدًا عن تفاهة هذا العالم، والسوء الذي يسكنه في كل زاوية" .
- " أكتب، لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة، لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا ".