أستمع لتراتيل تأتي من السماء .. و القلب يحن لصورة لم أعد أتعرفها .. أملك هذه الأيام ذكرى سيئة في كل مكان، مع كل شخص ..
أشتاق لأشياء لا تشبهني .. لأماكن لا أعرفها .. لأشخاص لم ألتق بهم .. أتمرد على ذاتي في اليوم ألف مرة و عندما أضع رأسي على الوسادة، أعود إلى الله و أسأله البصيرة في ما سيأتي .. فقط لأكرر إقتراف نفس الخطايا .. بت أحرق عن عمد و من دون قصد كل من أقترب منه .. فقط لأحافظ على ما تبقى مني ..
هنا على هذه الأرض ما يستحق الحياة .. أكرر .. هنا على هذه الأرض شخص ما يستطيع أن يتحمل ثوراني الدائم، كل التناقضات التي بداخلي .. يمد يده لي مهما حرقتها .. مهما أرجعته خائبا و أنا أعي أن قلبا كُسر لن يشفيه إلا الذي كسره .. و من كسره محض خيال من قصص الغابرين، من الجنون الذي لا و لن يتكرر على هذه البسيطة .. الذي كسره دفنته بيدي و لن يعود حتى لو نفخت الأرواح في الموتى ..
فقط لأعيد و أكرر .. لعلي أستيقظ يوما من دون أن أفكر في أي كان .. من دون أن تراودني فكرة الفرار لأي مكان .. أن أعود إلي .. و لكن أن تكبر يعني ألا تعود لذاتك أبدا .. أن تتغير .. و هذا العالم بأنانيته و نُواحه المستمر يشهد على دماري من دون أن يرف له جفن ..
لذا أجالسه جنونا على رقعة شطرنج .. أقطعها ذهابا و إيابا .. أحمي ملكة خانها الملك، فلا يهم إن مات هو .. هنا قواعد اللعبة لا تطبق .. أضعها أنا و أغيرها متى إرتأيت .. لا استراجية تصنع النصر .. فقط أضحي بالجميع لتعيش هي .. و في النهاية دائما تموت ملكتي و يعيش الجميع و يعيش الملك ..
خرافة أخرى أضيفها لهذا العالم النزق الذي لا ينفك يتصرف كطفل حرم من قطعة الحلوى .. فأراضيه بها .. فقط ليطلب المزيد .. فأقرر أنا ذات عناد أنه لن يحصل على أي شيء مني و بالمقابل لن أطلب شيئا ..
أحاول أن أكتب و الكتابة دائما تمام عجزي .. لأقول أني سأشفى .. سأواجه حماقة العالم بصدقي .. تعفنه بقلبي الذي لا يأبي إلا أن يتوقف عند كل زهرة .. سأواجه تجبره بضياعي .. لأني لن أنظم أبدا لهذه الجوقة البائسة التي لا تنفك تعزف سنفونية القبح .. سأكون نشازا كما أعرفني .. حتى يأتي اليوم الذي أطالعني فيه في المرآة من دون أن تتملكني رغبة بالبكاء .. من دون أن أفكر كيف فقدتني يوم توقفت و رددت التحية للحب ..
-
شــــــــروقأحب الكتابة بالإضافة للكثير من الأشياء، أحبها فقط و لا أحترفها ... أكتب لأكون أنا ... أحلم بوطن و الوطن غائب غير موجود ... ...