كبرنا على ذلك المثل الذي يقول : "أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي"
وقد ينجح هذا المثل في العلاقات الروحانية في علاقة العبد بربه فأن يتوب مثلا خيرا من أن يظل عاصي.
وقد ينجح أيضا في سيرة الإنسان الدراسية أو المهنية حتى.
أما العلاقات الإنسانية يا سادة فكفانا ترديدا لهذا المثل المرهق بشأنها فلن يجدي نفعا مجئ أحدهم متأخرا.
ماذا عن تلك الفتاة التي ضحت من أجل أحدهم وفعلت ما بوسعها وما ليس بوسعها ثم هو ينتقل من واحدة لأخرى وحينما تفقد الأمل به وتنزعه من حياتها ونفسها نزعا إذا به يأتي ليعبر لها عن سعادته بمواقفها معه؟! أي مواقف؟! عن ماذا يتحدث؟! هي لم تعد تريد أن تذكر شيئا فمجرد التذكر سيستحضر ذاك الشعور المؤلم، ومنطقيا أن شعورها حين يأتي هو من فضلك عد من حيث أتيت.
ثم ماذا عن الوالد الصابر على عقوق ابنه حتى إذا احتنق واختنق وضاقت عليه الأرض بما رحبت يأتيه ابنه ليعتذر أي اعتذار؟! أيُصلح اعتذاره ذاك ما فسد؟! سيقبله والده لأنه أب أما الجرح الداخلي فلن يزيله اعتذار تأخر طويلا!
هم يختفون ويذوبون وحين ينفذ جهدنا معهم ونتوقف عن الإنشغال بهم إذا بهم يطلون علينا بأعذار سخيفة وحجج واهية قد كنا لنقبلها إن لم تأتي متأخرة رغم معرفتنا التامة بضعف تلك الأعذار.
نرجو من الله أن لا تأتوا متأخرين فالمجيء المتأخر لا يجدي نفعا بل يزيد من التعب والحيرة.
المجئ المتأخر يربكنا ويخيفنا حتى من معرفة آخرين قد يتأخروا علينا يوما ما ثم نضطر لنزعهم حتى وإن كنا في أمس الحاجة لهم.
-
fatma yassinمسلمة.. شغوفة بالتعليم.. بتحركني التحديات اللي عندي رغبة فيها وبس