حل السكون علي ليلة شتوية هادئة كان القمر يتلئلئ في سماء الكون ببهي.. خرجت ' حفصة ' من منزلها حزينة بعدما طردتها زوجة ابيها الظالمة مستغلة غياب ابو حفصة في العمل..
لم تدر اين تذهب تذكرت المنزل المهجور لعملي وهم الذي لم يذهب اليه احد منذ زمن استندت رأسها علي عتبة الدار و هي ترخي كتفيها لتأخذ بعضآ من الراحة تجمعت عليها الهموم الا انها اغمضت عينيها مقاومة كل ذلك لتغفو في نوم عميق..
اقترب منها بشفقة و هو يتأمل ذلك الوجه الملائكي الذي يبيت في الطرقات و الذي لا يبدي ابدآ ان تكون من المتسولين ايقظها بهدوء و هو يعطيها بعض الطعام و الشراب ثم نظر اليها متسائلا
" ماذا تفعلين يا فتاة في الشارع اين منزلك "
" لقد اصبحت بلا مآوي بعدما طردتني زوجة ابي "
" يا لقسوة قلبها كيف لها ان تطرد صبية مثلك الي الشارع "
" زوجة ابي لا تعرف عن الرحمة شيئآ "
" كم هي شريرة تلك المرأة لو بيدي لخنقتها "
" ما رأيك ان اصحبك معي لدار الايواء التي اعمل بها انها مخصصة للفتيات مقهورات العنف مثلك عزيزتي "
" اظنني كبرت و يمكنني تولي امري ما عملك يا رجل "
" انا طبيب كنت اريد مساعدتك و انتي ما عملك "
" انا رسامة ' كاريكاتير ' في مجلة "
" رائع و لكن اين ستبيتي حسنآ ما رأيك ان تأتي معنا لتعليم الاطفال الرسم و ستبقين في غرفة مخصصة لكي مثلي تمامآ "
" فكرة لطيفة يمكنني مزاولة هذا العمل بجوار عملي و لكن اين العمل "
" هنا هيا ادخلي معي الي الداخل "
" هل تمزح هذا المنزل مهجور منذ زمن "
" من قال لكي هذا هيا تعالي معي "
" حسنآ هيا يا لم اتعرف باسمك "
"' زيد ' و انتي "
" انا' حفصة ' "
دخلت ' حفصة ' الملجأ و هي تشعر بقلق لمحت الدهاليز خاوية تقريبآ من الناس كانت تسمح اصوات صراخ الاطفال تدوي بصوت عال
" ما هذا الصراخ ماذا يحدث هنا "
" لا شئ اطفال مزعجون و يريدون اللعب "
" لنجعلهم يرسمون قليلا اين هم "
" انتي متحفزة جدا للعمل انتبهي لحالك "
" حسنآ دكتور ' زيد ' اراك لاحقآ "
دخلت ' حفصة ' الغرفة التي اصطف فيها اسرة عدة و قد جلس فيها الاطفال و هم يبكون ابتسمت لهم بهدوء
" لماذا تبكون يا صغاري "
" لا تكوني تابعة لادارة الملجأ سيقتلوننا حتمآ "
" ما هذا الهراء الذي تهذيه يا صغيري لن يمسسك احد،بسوء قط "
" تبدين مستجدة و لا تدرين الحقيقة نحن الان مخطوفين جميعآ من الاشباح "
" مااااذا!!!!! "
" المنزل مهجور منذ مدة طويلة و قد حبستنا الاشباح لتسللنا الي الداخل لرؤية ما يحدث "
" و كيف السبيل للخروج "
" هناك حل واحد و هو الخروج من الباب الخلفي "
انقطعت الكهرباء فجأة مما ادي لصراخ الاطفال خوفآ
" سنفقد احدنا الان "
ظهر حبل مفاجئ يمر بين الاطفال فيقطع رؤوسهم حتي لم يبق سوي ' حفصة ' و صبية تدالباب نور ' التي امسكت يد ' حفصة ' و هما يفران بسرعة في الظلام و قد اشعلت' حفصة ' قنديلآ حتي اختبئوا في غرفة مظلمة و هم يسمعوا طرقات ضخمة علي الباب
فصرخت ' نور ' خائفة هدئتها ' حفصة ' التي خرجت بهدوء من الباب الخلفي ثم اخرجت ' نور ' بسرعة و قد اطلقت ساقيها للعنان...
كانت المهمة صعبة للوصول لبيت ' نور ' التي لا تذكر اي شئ عن معالم اسرتها حتي رأت ' زياد ' مرة اخري و قد اتجه اليها قلقآ
" حفصة ' نور ' مخطوفة من اهلها الموجودين في العاصمة بامكاني مساعدتك "
" صرخت ' حفصة ' بخوف
" ابتعد عني ايها الشبح "
" حتي انتي يا ' حفصة' تهذين بنفس الامر الجميع يخبرني بوجود اشباح في الملجأ و لا االقضية "
" و ماذا عن ماذا يحدث للاطفال "
" لا ادري لا اجد له تفسير علمي لقد ابلغت البوليس بجريمة قتل الليلة و لكن المشكلة ان اصابع الاتهام موجهة لكي يا ' حفصة '' "
" ماذا انا بريئة و انت تدر ذلك "
" لن تقنع الشرطة بالعفاريت "
" ' نور ' هي الدليل "
" و هل سياخذون بشهادة طفلة "
" اجل لان المعهد عليه اطفال "
" نور ابنة ظابط المباحث المسئولون القضية "
" دعني اذهب اليه و سنتولي ' نور ' كل شئ "
عند بيت الظابط ' مهدي ' دخلت ' نور بسرعة الي والدها الذي قفزت له فرحة و اخبرتهم بإنقاذ ' حفصة ' لها و ظلت تردد امامه قصة الاشباح مما جعله يصدر قرارآ ببراءة ' حفصة '
سارت ' حفصة ' وحيدة بعدما ادت دورها اوقفها ' زيد ' بهدوء
" الي اين انتي ذاهبة يا حفصة "
" ارض الله الواسعة "
" ساتي معك انا ايضآ تركت عملي "
" النهاية "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب