ذلك القُرص المضئ يجلسُ ملكاً يتوسط نجماته فوق العرش الذى يشمل أرجاء الكون كاملة لايكتمل وهجه إلا بمليكه..
لم يكن ذاك سوى ماتخيلته تلك الأميرة التى تطل من نافذتها على العالم جالسة فوق عرشها ولكنها لاتغادره أبد الدهر ، فيصبح مرسمها الخاص لحياة لم يستمتع بها سوى خيالها !تشتم نسمات الهواء عبر تلك الاسطوانات التى تبوح كل ليلةٍ بسر جديد لأميرتها الصغيرة..
"لم أرجو القيام من فوق ذلك الكرسي إلا لأحقق حلماً راود خيالى مراتٍ من كثرتها كففت عن عدها ، أقف على ذلك المسرح أمام صالة مكتظة بالحضور ممن جاءوا ليسمعوا ضربات إصبعى وخفقات قلبى التى تصنع ألحانى لينتهى حفلى الأول بحفاوة التصفيق ويكون من بينهم الأب الروحى لى "عمر خيرت" يحينى بأنى كنت تلميذته النجيبة بل ابنة ألحانه.."
تشعر بعطر الهواء يتخلل أطرافها يدعوها أن تقيم تلك الرقصة معه على أنغام أندلسية لمعلمهافراشة تتمايل بزهى روحها بين الأغصان قداماها تتماشيان مع أوتار النغم كراقصة باليه محترفة بلى يوشك الرائى لها أن يجزم على أن بجعة بيضاء تلبست بجسدها تحركها فوق بحيرة من الزهور ..تلك الورود التى أحاطت بها لم تدم طويلا لتفيق من غفوتها تجد النهار قد تشقشق من بين جنبات أحرف الحائل لأحلامها وهى لا تزال فوق ذلك الكرسي المتحرك لتغادرها دمعة معلنة أنه لم يزل حلماً .