منذ إلتحاقك بالمدرسة حتى تخرجك، الجميع يحاول تعليمك و حثك على أن تكون مواطنا جيد، أن تكون ابن بارا و فاعلا في المجتمع، الجميع يحاول تلقينك دروس الأدب و ما يجب فعله أو تجنبه لعدم ضرر الآخرين، نتعلم أنه يجب علينا أن نسامح الآخرين لهفواتهم، أن نكون أكثر رحمة مع الضعفاء، نتعلم الرفق بالحيوانات، و نحافظ على البيئة، نتعلم كل شيء ينتفع به الآخرين، دائما يجب علينا الإكثرات لهذا العالم، لكن ماذا لم يكثرت هو لنا نحن؟ لا أحد سألنا ما سبب بكاءنا بعد أنصاف الليالي، لا أحد يسألنا ما سبب الكدمات و الخذوش على أيادينا، لا أتذكر أن أحد علمنا كيف نجتاز الخيبات، لا أحد يعلمنا كيف نسامح أنفسنا على الهفوات، لا أحد علمنا أن لابأس في ارتكاب الحماقات في الشباب، لا أحد يعلمنا كيف ننهض بعد كل سقوط، كيف نبدأ مرة ثانية بعد كل خيبة، لا أحد علمنا أن الشعور بأن العالم يدور حولنا هو شعور بديهي و ليست أنانية ، نتعلم كل شيء ما عدا كيف نكون جيدين مع انفسنا و كأننا نعيش للآخرين لا لأنفسنا