تمتلكني رغبة شديدة للكتابة كالماركيز دي ساد، ومِثله تُحاصرني الكثير من القِيودِ، قيودٌ مُتعددة، هناك الكثير من الأفكار والمواقف أقوم برصدها في ملاحظات الهاتف ولكنها تفتقد إلی المتعة بسبب عدم مشاركتها، ثُم أُفكر: "ما هي المتعة في مشاركة ما أكتب أو ما يجول بخاطري؟"؛ فألتزم الصمت حتی أدرك أني -شئتُ أم أبيت- كائنٌ إجتماعي.
وعلی الرغم من العُزلة التي أفرضها علی نفسي منذ وصلتُ "السودان" قبل عام وثلاثة أشهر، إلا أن هاتفي -منذ تلك اللحظة- لم ينقطع عنه الانترنت -باسثناء ساعات معدودة؛ كصديق جديد- يساعدني في فرض عُزلتي التي تمنعني من مخالطة المجتمع.
في لحظاتٍ مختلفة يمتلكني الفراغ، فراغٌ بحت، لا أشعر بأي شيء عدا الرغبة في الكتابة والاحتفاظ بما كتبت؛ خوفًا من الاتهامات التي تأتيك من هُنا وهناك، وتجنبًا لأي أمر مُحتمل، إنها حالة جامدة أن تبقی فارغًا وتُخاطب نفسك، نفسك فقط، دون الحاجة للمشاركة أو البحث عن وجهات نظر أخری، يكفي أن أحتفظ بما أملك من أفكار وأصدقاء لا أنقطع من التواصل معهم روحيًا أو تكنلوجيًا.
قُبلة لخد زوجتي ريم التي تحتمل صمتي كثيرًا.