تحت المطر جلسة ممسكة بمطريتها تذرف دموعا تكاد لا تميز بينها وبين قطرات المطر. جلست وسط الحديقة في ذلك اليوم الذي اعتادته أن يكون مشمسا ,جلست قرب الشجرة تعتليها الكآبة ككآبة الجو وكما اختفت شمس ذالك اليوم غابت شمس قلبها,أخدها الحنين و تراءى لها شريط الذكريات كفيلم طويل يمر بسرعة قياسية أمام عينيها,وقفت ساكنة حيث هي ,رمت بمطريتها ونظرت إلى السماء ,نادت باسمه عاليا لعله يسمعها لعله يجري إلى حضنها الدافي المشتاق وتضمه بين يديها كما كانت تفعل في كل مرة في الأسبوع .كان ابنها الوحيد ,سلب من بين أحضانها منذ ثلات سنوات لكن مرارة الفراق الأبدي كان وقعه أقوى على قلبها وأمر .
جلست مرت أخرى وثيابها غارقة مبللة تبحث داخل حقيبتها عن آخر صورة التقطت لهما ,أمسكت بها تقلب تفاصيل وجهه البريء تبكي ولا يسمع بعد اسمه سوى شهيق طويل,أخدت تبحث مرة أخرى في جيب حقيبتها الداخلي ,أمسكت بصورة له في أول يوم ولادته تذكرت شعورها عندما أمسكت تلك القطعة البشرية الصغيرة بين يديها,كيف كان شعور الأمومة لاستقبال مولودها الذي لبث تسع أشهر في بطنها ,تمنت لو لم يخرج إ لى هذه الحياة تمنت لو احتفظت به في أحشاءها ,بكت مرة أخرى واستغرقت في صمت طويل لِيَليهِ شهيق آخر حزين,توقف المطر ولم تتوقف دموعها.
« في هذه الحياة نبكي كثيرا ,لكن دمعة واحدة تكون أمرهن «
-
مينة بوتكيوتأُسطرُ بِقَلَمي مايَعجزُ لساني عَن قوله أَحيانا ,يترنٌَحُ يُمنَة وَ يُسرةً ليجدِدَ الولاءَ لوَرَقَة آلمها النسيَان ,يحاوِل أن يُشارِكَها أحزانَه وأفراحَه , أقِفُ وسطهُم لأبحث عن من أناَ ؟ أكتب وقلمي بينَ يَديٌَ ,أكتُبٌ ...