والآن بعد ما أصبحت عجوزاً في السبعين من عمري ,أصبحت غير قادر على شيء ..أقوم وأسير بصعوبة بالغة فأحتاج إلى أحد يسندني كي لا أقع .أبال على نفسي فجأة فأشعر بالإحراج من رؤية من حولي لي .تسألني عن إسم أبنائي ؟أحياناً أتذكره وأحياناً لا ...الجميع يعاملونني كطفل ,وأنا الذي كنت يوماً ما رجلاً سائراً في الأرض !
أتنقل من مشفى لأخرى ,يظنون أن بي داء كأي داء .لا يعلمون ولن يعلمون أنها الشيخوخة إلا بعدما يصلون إلى السن الذي وصلت إليه ..نعم أشعر بالألم بسبب ما وصل إليه جسدي الواهن من ضعف ,ولكن ألمي هذا ليس له أي دواء إلا برحمة ربي.
أجلس مع أولادي وأحفادي ,فأجدني شارد الذهن لا أعي بالظبط ما يقولونه ..إنه بسبب التخريف .أنسى من حولي فإن سألني أحد منهم "هل تعرفني ؟" لا أرد ..إنه الزهايمر. الزهايمر القاتل المتوحش .إن الزهايمر هو لعنتي ,فأنا الذي كنت طول عمري أسعى للمعرفة والتفكير ..ها أنا ذا ناسياً كل شيء ..أهذي.
أنا الذي كان حلمي في حياتي ,أن أتذكر ما حييت ما تعلمته وما رأيته ,وما قرأته ,وأن أكون طوال عمري ناشراً للمعرفة والفكر ..الآن أصابني الزهايمر.
أي رحمة في هذا ؟ رحمة الله فوق كل شيء.
ما ذنب عائلتي أن يعانون معي ؟
ما ذنبهم ؟
هذه هي سنّة الحياة. أولد طفلاً فأعيش شاباً وأموت شائباً أو قد أموت شاباً ,ولو متّ في شبابي لكان الحظ حليفي بالطبع .
يا عشرين .. يا تلاتين .. يكفيكم شرّ السبعين.
............................
ملحوظة : كاتب هذا المقال هو شاب في الـ 25 فقط للعلم فقط ..وإن هذا المقال هو مجرد تخيلات ,فتقل تخيلات مريضة !. إنه هيثم ممتاز
هيثم ممتاز
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.