زينب علي الوسطي تكتب : كُن أهلاً لـ من تركت أهلها من أجلك !
نشر في 08 غشت 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
رسالتي إلى الرجال الرجال فقط !!
سأكون صارمة قليلا معكم ، من أجل أن تعلموا عبىء المسؤولية التي ستلقى عليكم بعد الزواج .
أتحدث معك؛ أنت ، نعم أنت الذي تريد الزواج، قبل قليل كنت تنادي لأمك و تقول أمي أريد أن أتزوج. قبل أن تفكر في جلب تلك الفتاة إلى منزلك كن مسؤولا أولا و لا تعتبر الزواج مجرد مال و خاتم و عرس و بيت ... اذ وجدوا فقد سهل الزواج عليك، فكر قليلا قبل ذلك أن تجد زوجة صالحة ترعاك أنت و تحب و تحترم والديك و تكون أم مثالية..و عليك أنت أن تحترم تلك العلاقة المقدسة و تكون حقا زوجا صالح !
فالزواج هو إرتباط تتغير فيه حياتك و تصبح مختلفة تجد فيه شريكة لحياتك...الذي كنت تعيشها لوحدك للإبتعاد كل البعد عما من شأنه أن يوقعك في ما حرمه الله .
قال الله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " صدق الله العظيم
و جعل بينكم مودة و رحمة هذا أساس الزواج الناجح الذي تحيا فيه حياة تتمنى لو أنها لن تنتهي ، لأن علاقتك مع زوجتك تكون قائمة على الحب و الإهتمام و الصبر و الاحسان .... فتقوى الرابطة بينكم و تصبح مثينة يوما بعد يوم و يكون الزواج قد زاد حياتك جمالا و لم يقلبها جحيما تحرق بناره ...
أنا لا ألقي عليك المسؤولية كلها يا عريس و لكن أريدك أن تعرف مالذي ينتظرك !
عندما تذهب يوما لتأتي ب عروسك تذكر ذلك اليوم جيدا ، فأنت جرحت قلوبا عديدة و كسرت بخاطر أب و حرمته من طفلته و كل ما يطلبه منك أن تعتني بها جيدا !
قف بعيدا و تطلع قليلا عليه و إنظر إلى نظراته العميقة المليئة بالحزن ... تنتابه في ذلك اليوم كثلة من المشاعر فبقدر سعادته بزواج إبنته بقدر حزنه على مفارقتها ستنتقل من حضن أبيها و أمها إلى حضنك ياغريب . تجده شارذا و يتساءل هل سيرعى هذا الرجل إبنتي ؟ هل سيحبها بقدر حبي لها ؟ هل ستعيش سعيدة معه ؟ و هل يستحقها ؟!
يجب أن تضع نفسك مكانه حينها ستشعر بالمسؤولية و ستكون أكثر من زوج صالح ستعتني بزوجتك أكثر من نفسك و تبقى برفقتها طيلة ما تبقى من حياتك .
أما عندما تحين لحظة الفراق ينقلب الفرح الى عزاء و تلوح القلوب الهشيشة بالبكاء و الحزن ، لا يستطيع أب العروس أن يمسك دموعه تجدها مثل صنبور مفتوح لا يتوقف عن ذرف الماء ... و قلبه ينبض و ينبض بسرعة كبيرة فقد حانت لحظة فراق حبيبته فلذة كبده التي كبرت أمام عينه يوما بعد يوم و يمر شريطة الذكريات لتعود معه كل لحظات منذ ولادتها و أول كلمة نطقتها و أول يوم لها في المدرسة الى أن أصبحت صغيرته فتاة في سن الزواج بفستان أبيض و يدها في يده ليسلمها إلى عريسها .... فمن الصعب مفارقتها ولكن هذه هي الحياة و هذا هو قدرها اذ أن فراق البنت أصعب من فراق الولد و يظل الأهل يحملون همها حتى بعد الزواج لأنها مخلوق ضعيف و رقيق لا يتحمل الاذى ...
يسلم إبنته لزوجها يشعر و كأن جزءا منه قد فارقه و يوصيه بإبنته و يقول لك لقد أخذت عينا من عيني أودعتك إياها أمانة أتمنى أن تحافظ عليها فكن وفيا #للأمانة !
أما هي تكتفي بالصمت والبكاء أمام الجميع معلنة ذهابها لتشق طريقها في إنتظار المجهول بعيدا عن أسرتها تواجهها اضطرابات داخلية اذ تخاف من الفشل في خوض تجربة الزواج فهي تقف على أعتاب المجهول لاتدري عنه شيئا حتى و إن كانت تحب زوجها و هو يحبها لكن الخوف من المجهول يقطن بداخلها فقد يتغير كل شيء على الرغم من الحب !
فكن أهلا لها لتنسيها فراق أهلها ، فهم من أغلى الاشياء على قلبها. لا بد من أن تعمل كل ما في وسعك لتعوض الفراغ الكبير الذي أصبح في حياتها بعد أن إبتعدت عن أبيها و أمها و ....فكن لها كل شيء لكي لا تشعرها أنها خرجت من مكان جميل إلى مكان أسوء بل العكس إجعلها تحس بأنها خرجت من مكان أجمل إلى مكان أكثر جمالا و هو بيتكما الذي ستعيشان فيه مع بعض حياة جميلة .
دائما كن معها و بجانبها في السراء و الضراء لكي لا تشعر بالوحدة و الندم ..
حاول أن تسعدها بقدر ما إستطعت فكلما أسعدتها سيأتي يوما و تجد شخصا يعامل إبنتك كما كنت تعامل زوجتك ..
أحسن معاملتها لأنها طاعة لله و صدقة تقربك منه ، في أي خطوة تخطوها في طريقك كن برفقتها و لا تتخلى عنها إبتسم دائما في وجهها .. قم بالمستحيل من أجلها و إجعل قلبك ممتلىء بالحب لها ، فهي تعينك فكن لها خير معين. اجعلها من أولى و أكبر اهتمامتك إستمع لها قدم لها حلول في الصعوبات التي قد تواجهها ...
اجعلها تحس بأن امرها يهمك و سعادتها أولى اهتمامك
كن سندها و رفيق دربها إلى الجنة ...
اذ كنت هكذا ستكون هي أيضا أجمل زوجة و أم صالحة سترعى أولادك و ستفعل الكثير من أجلك و من أجل المحافظة على أسرتها.
و أنت ستكون قد حافظت على الأمانة التي أعطيت لك...
لذلك قلت رسالتي إلى الرجال فقط !
أتمنى من الله أن يرزق كلّ نفس ما تشاء و كل قلب بمن أحب ❤
زينب علي الوسطي
-
زينب علي الوسطيطالبة بكلية العلوم القانونية تخصص قانون خاص، أشارك العالم نظرتي من خلال التدوين، شغوفة بالكتابة و القراءة و مصممة صور.