صراع التوحد (autism) ما بين الوراثة والإكتساب
التوحد مرض عصبي ناتج عن إختلافات في الدماغ وهو ليس بمرض عقلي
نشر في 29 مارس 2023 .
بما إن التوحد هو مرض عصبي ناتج عن إختلافات في الدماغ فهو يؤثر على كيفية تعامل الأطفال مع المحيط.. إلا إنه ليس بمرض عقلي ومن الممكن التعرف على أعراضه في اول عامين من عمر الطفل.
ومن أهم اعراضه التي تم تشخيصها وفقا للدليل التشخيصي والإحصائي (DSM-5) الذي أنشأته الجمعية الأمريكية للطب النفسي:-
• صعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين.
• الإهتمامات المقيدة والسلوكيات المتكررة.
وعلى الرغم من تسبب العامل الوراثي في إنتقال المرض.. كإصابة أحد الوالدين أو وجود شقيق مصاب، إلا إنه قد يكون أيضا مكتسبا؛ ومن أهم الأسباب الخطيرة التي أكد عليها الخبراء في كيفية إصابة الأطفال بمرض الأوتيزم المكتسب:-
1. سكب الماء بصورة مستمرة على رأس الطفل أثناء الإستحمام دون إعطاءه الوقت الكافي للحصول على الأوكسجين.
2. إدمان الأجهزة الألكترونية من قبل الأطفال وإهمال الوالدين لهم في عدم التواصل المستمر وتركهم في عزلتهم.
3. تناول الأدوية المختلفة بإستمرار أثناء فترة الحمل.
4. حدوث مشكلات بالمناعة وإلتهاب المخ.
5. الإنجاب في سن أكبر من المعتاد.
6. عدوى فيروسية عند الولادة نتيجة لتلوث البيئة.
ويعرف التوحد أيضا بإضطراب الطيف (autism spectrum disorder) لأن أعراضه تتباين في الشخص الواحد أو بين الأشخاص. لكن أكدت الدراسات إذا ما خضع الطفل المصاب إلى التدريب المستمر منذ صغره فستتحسن أعراضه بشكل كبير وستزداد نسبة ذكاءه أيضا إذا شملت تلك التدريبات ما يفرغ الطاقة السلبية داخله من رسم أو موسيقى أو رياضة أو أية هواية يهتم بها المريض فكل ذلك سيساعد على تقليل حساسيته للصوت واللمس..
فكلما زادت التداخلات والعناية.. كلما كانت النتائج مذهلة، وهذا يتوقف على دور الوالدين ومدى إمتلاكهم الوعي اللازم لتوفير الظروف الصحية من هدوء وتمارين تعزيز الثقة بالنفس دون إشعار الإبن بكونه يفتقر إلى السلوك الطبيعي، لأن وجود الإستقباح من شأنه أن يزيد الحالة سوءًا..
وتتضمن هذه التمارين:-
1. السلوك والتواصل:- إخراج المريض من تقييده لسلوك معين وتعليمه مهارات جديدة ووضع نظام تحفيز قائم على المكافأة.
2. العلاج التربوي:- وهو يتضمن برامج ناجحة يضعها متخصص في هذا المجال ومن الأفضل الإلتزام بخطط تلك البرامج منذ سن ما قبل المدرسة.
3. العلاج الأسري:- الإهتمام بالطفل والتفاعل معه بطريقة تعزز مهاراته وتعليمه مهارات التواصل، ولا ينطبق ذلك على مرضى التوحد فحسب.. بل يجب مراعاة متابعة الأبناء منذ صغرهم والإهتمام بهم لتحسين النطق لديهم وتعليمهم الأنشطة اليومية لخلق التوازن في سلوكياتهم.
4. الأدوية:- تساهم الأدوية في السيطرة على الأعراض حسب تواجدها من فرط حركة أو الذهان مع الإنتباه الشديد بإبلاغ الطبيب بأية أدوية أو مكملات يتناولها طفلك منعا لحدوث تداخلات دوائية خطيرة، (وتحدث دوما مع طبيبك قبل إتخاذك أية خطوة علاجية.)
رسالتي لكل أم أو أب لطفل يعاني من طيف الأوتيزم:
مع الصبر والإلتزام بخطوات التدريب.. سيستمر طفلك في التعلم والتعويض عن مشكلاته مدى الحياة.. وبدعمكم له سيحظى بالفرصة للتخطيط للمستقبل مثل الجامعة والتوظيف.. حيث إن هناك دراسات أكدت بأن ما بين 3% إلى 25% من الأطفال يدخلون النطاق الطبيعي للحياة وتنتهي مرحلة المرض لديهم.. فهناك تقنيات جديدة تظهر بإستمرار وتغير واقع حال في كل الأمراض.
بقلم:#أَسَنْ_محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة