الإنفعال والبحث عن فلسفة وقائية
إنفعالات النفس وضغوط الحياة
نشر في 19 أبريل 2017 .
ربما يحدث أمراً عابر يتكرر في الحياة اليومية ، لكن رد الفعل عليه يكون أكبر وأشد ، وقد يصل إلى حد الغضب المصاحب بالصراخ ، فقد غاب العقل وبالتالي ليس هناك وجود للمنطق وباتت الإرادة خاضعة لسلطان الغضب. والسؤال المطروح هنا لماذا حدث هذا مع أنه أمر متكرر لا يستحق كل هذا الإنفعال والغضب ؟ .
كل يوم والإنسان يخوض معترك الحياة ، يصطدم أحيانا ، ويخفق أحايين كثيرة ، كل تلك الأحداث تُخلف تراكمات بداخله تتزايد مع مرور الأيام دون أن يدري فلا ينتبه لها حتي يتخفف منها ، ويَنفض هذا الحِمل عن كاهله ، إلى أن يصل لدرجة الغليان كبركان ينتظر كي يثور مع أول حادث يطرأ حتي لو كان عادي لا يستحق كل هذه الجلبه التي أحدثها .
أن الأستسلام لهذا الأمر قد يضع الإنسان في مواقف غير محموده ، فهو لا يكون حين ذاك مسيطر على افعاله وكلماته التي تخرج بسرعة دون تفكير عقلاني كأنها رصاصات هربت لتوها من فوهة بندقية لجندي خائف إلى حد كبير في معركة لا يعرف اسبابها ، يصيب أي شيئ يتحرك أمامه دون رحمة لأنه مسلوب الإرادة والعقل غائب عنه تماماً . فقد يعود عليه بالضرر فيفقد الإنسان شخصاً عزيزاً عليه ، أو أن يفقد عمله الذي يحب ، وربما يوضع في موقف لا يحسد عليه أمام من يُكنون له التقدير والأحترام فينزل من أعينهم لأنه أزاح الستار لهم فظهرت نقيصة له كانت متوارية عن الأنظار ، فلابد أن ينأى بنفسه عن الأستسلام والخضوع لهذا الإنفعال ومن ثَم التعرض لخسارة قد لا تعوض .
على الإنسان أن يتفهم طبيعة الأشياء وكذلك الناس من حوله ، وأن يمعن النظر في الأمور التي تحدث له ومن حوله والتفكير فيها وفي الحكمة من حدوثها على هذا النحو حتى ينجلي الغموض الذي يحيط بها وتعرف اسبابها فتزول أعراض الضيق والغضب الذي يكون نتيجة لعدم فهم الأمر والحكمة من ورائه .
على الإنسان أن يكون له فلسفة خاصة به تعين على نواحي الحياة حتى يستقيم له الأمر ، فقد لا تظهر له الحكمة من وراء الحدث في الحال بل قد تظهر بعد فترة زمنية بعيدة ، فلابد أن يكون على يقين بأن الأحداث التي قد تكون غير مرغوبة أو يكره حدوثها ورائها حكمة بليغة تصب في صالحه حتى وإن تضرر في وقتها . أن تعثر على فلسفة تشعرك بالرضى حين يحدث أمراً ما كفيل بأن يبعث فيك راحة وسلام داخلي تجعلك مطمئن حتى في أسوأ الظروف.
ابحث وفكر جيداً في وسيلة تجعلك غير منقاد لشعور ما نتيجة عدم الفهم لحقيقة الأمور التي تحدث لك ، أعثر على تلك الفلسفة التي تكون المفتاح الذي يفتح لك أبواب السلام والراحة في رحلتك الحياتية.