المناقشات الصفية تطلعات الطلبة وإهمال المعلم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المناقشات الصفية تطلعات الطلبة وإهمال المعلم

  نشر في 13 ديسمبر 2018 .

     يهمل الكثير من المعلمين المناقشات الصفية ظناً منهم أن هذه المناقشات تمثل إضاعة للوقت والجهد الذي يقوم به المعلم ولا تناسب كثافة المحتوى المعرفي في المقررات الدراسية، وعلى الرغم من أن هذه المناقشات تأخذ وقتاً لا بأس به من زمن الحصة؛ إلا أنها تلعب دوراً هاماً في إكساب المتعلم طرقاً متعددة للتفكير، كما وتشجع المتعلم على تقييم أفكاره المتعددة، على اعتبارها إحدى الطرق اللفظية التي تقوم على تبادل الأفكار بين المعلم والطلبة حول قضايا تحتمل أفكاراً وإجابات متعددة، وتعتمد على الخبرات السابقة للمتعلمين وطريقة تفكيرهم وتنتهي عادة بالاتفاق حول الإجابة.

ويلحق كثير من علماء التربية طريقة المناقشة بنظريات علم النفس الاجتماعي والنظرية البنائية كونها تعتمد على التفاوض، وتبادل الرأي، واحترام الرأي الآخر، والتعود على آداب النقاش، إذ يتم بواسطتها بناء المعرفة عن طريق التفاوض الاجتماعي.

بينما يرى آخرون أن المناقشة طريقة لفظية يتم فيها تبادل المعلومات والأفكار لاختيار أنسب الحلول أو الإجابات لمشكلة ما، أو سؤال محير، وتستخدم في تدريس الكثير من المواد الدراسية بشكل أساسي أو كجزء من الطرق التي يستخدمها المعلم.

وينظر بعض علماء التربية إلى المناقشة بأنها صورة مطورة عن المحاضرة التي تتميز بالإلقاء، ولكن هذا لا يلغي استقلالية طريقة المناقشة وتفردها عن غيرها من طرق التدريس؛ إذ تعود جذورها إلى الفلسفة اليونانية تحديدا إلى سقراط الذي استخدمها في مرحلتين أولهما التهكم ويقصد به زعزعة ما في النفس من اليقين الذي يعتقده الشخص والذي لا أساس له من الصحة، وثانيهما التوالد الذي يتضمن مرحلة توليد الأفكار ومناقشتها حتى تنتهي إلى حقائق ثابتة لا تحتمل الشك ولا النقد ولا الجدال.

وتعتبر الوظيفة الحقيقية لطريقة المناقشة هو الاختيار المنظم لأحد الفروض أو بعضها والتي تتعلق بمشكلة اجتماعية نوعية من خلال إيجابية ومشاركة المتعلمين، وهو الأمر الذي يعتمد على تصور المتعلم لطبيعة المشكلة، وكلما تقدم المتعلم في مراحله التعليمية كلما أخذت المناقشة صورة للجدل وتبادل القضايا للموضوعات المطروحة.

ومستوى الأسئلة التي يطرحها المعلم داخل الحجرة الصفية، والطريقة التي تطرح بها لها دور مهم ومؤثر في مشاركة الطلبة في المناقشات الصفية وفي حدوث التعلم، وعليه فإن معرفة المعلم بمهارات بناء السؤال الفاعل يمكن أن يغير دور الطالب ويحوله من مشارك سلبي إلى مشارك إيجابي مبدع، فكثير من الأسئلة الصفية التي يطرحها المعلم تحد من طريقة تفكير الطلبة وذكائهم وتقلل من ثقتهم بنفسهم، فبدلا من طرح المعلم أسئلة تثير التفكير وتشجع الطلبة على الدخول في مناقشات صفية ناجحة، وتطور من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، وتدفعهم إلى طرح مزيداً من الأسئلة تجاه الموضوع المحدد، فإنهم عادة ما يسألون أسئلة غير واضحة، تصل في بعض الأحيان إلى الغموض، لذلك ينصح المعلم بطرح الأسئلة الصفية ذات النهايات المفتوحة، والتي تتضمن العديد من الإجابات والحلول للموضوع المحدد، كما ويجب على المعلم أن يتيح الفرصة لجميع الطلبة الدخول والمشاركة في المناقشة سواء كانوا متطوعين أو غير متطوعين، كما وينصح بأن يعيد توجيه الأسئلة التي تمت إجابتها أولاً إلى طلبة آخرين، بهدف تشجيع التفاعل بينهم بما يتناسب مع المناقشة. وهناك العديد من الشروط التي يلزم أن يقوم بها المعلم عند تطبيق المناقشات الصفية بفعالية أبرزها:

- يحدد الموضوع الذي ينوي مناقشته مع الطلبة بدقة ووضوح.

- يهيئ وضعية الجلوس المناسبة للطلبة وهي شكل نصف دائري حتى يتم رؤيتهم.

- يضع الضوابط للمحافظة على سير المناقشة وعدم سيطرة بعض الطلبة عليها.

- يحرص على عدم خروج أحد الطلبة عن حدود الموضوع.

- يثير بعض الأسئلة إذا خبأت حيوية المناقشة.

- يشجع على تلخيص ما تمَّ مناقشته من حين لآخر.

- يستخدم السبورة لكتابة العناصر الأساسية للمناقشة

- يعمل على ربط جميع النقاط التي تم مناقشتها لبيان وحدة الموضوع وتماسكه.

أنماط المناقشات الصفية: يوجد الكثير من أنماط المناقشات الصفية التي يمكن أن يمارسها المعلم مع طلبته داخل الحجرة الصفية أبرزها:

- المناقشة التلقينية: تعتمد على السؤال والجواب، وتهدف إلى تدريب الذاكرة على استرجاع المعارف المحفوظة فيها، ومن ثم إعادة تنظيم العلاقات بين هذه المعارف، وتوضح هذه المناقشة مدى استيعاب المتعلمين للمادة الدراسية.

- المناقشة الاستكشافية الجدلية: وتعتمد على طرح المعلم لموضوع محدد أمام المتعلمين تشكل محوراً تدور حوله الأسئلة المختلفة، وتهدف إلى إكسابهم خبرة في طرق التفكير التي تهديهم للكشف عن الحقائق بأنفسهم للوصول إلى المعرفة الصحيحة.

- المناقشة الحرة: وتعتمد على طرح المعلم أو أحد المتعلمين لموضوع محدد يهمهم جميعاً، وتهدف إلى توفير فرص المشاركة الفعالة لجميع المتعلمين والتعبير عن وجهات نظرهم تجاه الموضوع، وفي النهاية يتم تحديد الأفكار الهامة التي توصلت إليها الجماعة.

- المناقشة الثنائية: وفيها يجلس (2) من المتعلمين أمام زملائهم في الفصل، بهدف تبادل موضوع محدد والتساؤلات المتعلقة به، وتؤدي إلى توضيح بعض النقاط التي تثير المناقشة وجدانياً، وتولد الحماسة والأسئلة في نفوس المتعلمين في الفصل، كما وتظهر أهمية المسئولية الفردية في إطار العمل الجماعي.

يتضح من خلال ما تقدم أهمية المناقشات الصفية في حدوث عملية التعلم، وفي إكساب المتعلمين دوراً حيوياً في الموقف التعليمي، كونها تدفعهم إلى المشاركة والاندماج مع زملائهم ومع معلميهم، وتوسع قدراتهم الفكرية والعقلية للموضوعات الصفية المطروحة، وتعطي المتعلمين دورهم الرئيس في العملية التربوية، وتعزز من ثقتهم بأنفسهم، وتحملهم مسؤولية تعلمهم. 


  • 1

   نشر في 13 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا