من الأنا ..إلى العدم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من الأنا ..إلى العدم

الطريق إلى الله

  نشر في 02 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


السؤال الأشهر ...من أنا ؟

سؤال ربما سأله البشر على مر العصور قليل أستطاع الوصول بمفرده للإجابة والكثير أحبطه التفكير فأخذا يغرق في دوامة الدنيا هروباً من مواجهة نفسه بهذا السؤال حتى لا يتبين عجزه أمام نفسه وإذا سأله أحد تهرب منه بقلب سارية الحوار لموضوع أخر متمكن فيه أو يستطيع الإفتاء فيه إذا توجه له سؤال .

ومن توصل لهذا السؤال فقد تخطى أصعب عقبة تواجهه في الحياة ومن لم يتوصل يظل أبد الدهر حيران، وهناك من يبحث ويرهقه البحث أو يضل الطريق بتعجل الإجابة وهنا يقدم القرآن الكريم إجابة شافية لهذه المعضلة التي انهكت أعتى العباقرة فقال تعالى في كتابه العزيز

[  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦ الذاريات﴾]

فالإجابة هي العبادة 

قد يُثار سؤال في ذهنك "إن لله خلق يعبدونه ليلاً نهاراً لا يكل منهم أحد فهل عبادتنا له ستفرق؟"

سؤال منطقي ..ولكن لُنفسر السؤال ..نعم له خلق يعبدونه فهناك ملائكة في السموات يسبحونه ويقدسونه ويسجدون له ولا عمل لهم سوى ذلك ولكن أنت تختلف فأنت تمتلك الإرادة الحرة في الإختيار بين أن تعبد أو لا كما أريدك ان تعرف جيدا قصة بداية خلق آدم عليه السلام وأريدك أيضا أن تركز على أية بعينها قال الله تعالى  [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴿٣٠ البقرة﴾]

فأنت الآن عبدا وفي نفس الوقت خليفة 

فنأتي لشق الأول :عبدا 

فأنت كعبد إن لم تكن لله فستكون عبدا لغير الله فهذا إطار خلقت فيه ولن تخرج منه على الإطلاق 

لن أقول لك أنك ستعبد أصنام بل قد تعبد أشخاص أو تعبد فكر أو تعبد نفسك وهي أخفى وأشد عبادة مما سبق ويليها عبادة شخص ...قد تقول ما الهراء هذا..!!! 

 مفهوم العبادة 

العبادة هو الإستسلام المطلق وجعل المعبود هو محور حياتك فتدور حياتك كلها حوله وتكرس له كل شيئ ويكون كل شيئ لا يعادله فتخسر كل ما تملك من أجله هو كما أنك ترتبط بيه إرتباطا كليا تفكر فيه ليلاً نهاراً وتحبه غاية الحب وقد تتعدد المعبودات عندك ولكن غالبا سيكون هناك واحد تشتمل فيه صفات العبودية .

وبإيضاح مفهوم العبادة وضح ما سبقه -أنك لن تخرج من دائرة العبودية سواء كنت تعبد الله او تعبد غيره 

ولكي نحقق مفهوم العبادة -إذا كان جوابك هو أنك تعبد الله- يكون الأمر كله لله فتدور حياتك حول طاعته كما يدور الحجاج حول الكعبة فتكون طاعة الله تشمل قولك وفعلك وخاطرك وامورك الحياتية وتستقي منهج حياتك كامل من كلام ربك ولكن هذا ليس أمرا سهلاً. 

لا إله إلا الله

فالشق الأول وهو "لا إله" وهنا تكمن الصعوبة فهناك عدة عقبات تواجهنا في طريقنا لتحقيق الشق الاول ولهذا علينا هدمها جميعها من أسهلها لأصعبها فنبدء بالتزين أو الموضة وهي مشهورة عند النساء أكثر من الرجال في حبهم وغرامهم بإتباع الموضة بل وتؤثر الموضة على رأيها الخاص فمثلا قد يعجبها شيئ ولكن بمجرد أن تعرف إن موضته قديمة تتركه أو أن ترى شئ منتشر بشدة فتشتريه وإن كانت بداخلها لا يعجبها ولكن لأنه موضة وقيس على هذا العديد من المواقف التي قابلتك في حياتك وثاني وعقبة أو حجاب يحجبك عن تحقيق لا إله يكون العمل فتجد أحدهم قد يفسد رحلة مع أهله متحجج بضغوط العمل أو يقطع رحمه لأنه دائما مشغول في عمله وهكذا ولكن لنختصر فسأذكر لك اقوى حاجبين أو عقبتين قد تحجبانك عن تحقيق الشق الاول وهما حب امرأة وحب النفس والأثنين في مستوى الصعوبة ذاتها وقد يعتبر أحدهما هو أخر عقبة تحجبك إذا استطعت التغلب على العقوبات السابقة بما فيها ما ستجده أنت بمراقبتك لذاتك وفي الحقيقة كان مقالي منصب أساسا على حب النفس(حب أنانية)  وصعوبة التغلب عليها فهي تحتاج وحدها كتاب كامل وليس مقال ولكن اسمح لي أن اسرد في حديثي عنها... 

الشق الثاني :خليفة

وهنا حقا ستكون قد صارت إرادتك مماثله لإرادة الله وأتذكر حديث قدسي أحب أن اعرضه عليك لتتذكر وهو 

((َمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ))

فتصبح هنا كل موارد الدنيا تحت طاعتك لأنك قد حققت طاعتك لله وهنا لك الحق في القول بأنك تستطيع ولكن بإذن الله وتحول بإذن الله فتكون من أولياء الله ويجرى الله علي يدك الكثير من الخير والبركات فقط بالدعاء لله فيستجب لدعائك بل ويعطيك ما سألت. 


  • 2

  • أسامة
    ادرس الحقوق وأحب الأدب وعلم النفس والفلسفة.
   نشر في 02 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

ياسمين حسن منذ 8 سنة
أرى في مقالك شئ مما أبحث عنه وكتبته في مقالتي الاخيرة هنا قبل يوم تقريبا .. شكرا لك و اتمنى قراءة بقية حديثك
1
M.Logos منذ 8 سنة
تمنيت لو أطلت الحديث أكثر في هذا الموضوع, أشعر أنه ناقص جدًا ولم أتمكن من التركيز فيما تقول حتى انتبهت اني وصلت إلى نهاية المقال !

لكن شكرًا لك
0
أسامة
صدقت فقد أقتصرت فيه على النقاط الرئيسية وبمشيئة الله سأكتب في هذا الموضوع في المقالات القادمة
كل تحياتي لك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا