عن قناعاتي ..
كنتُ دائماً ما أُردد بأن الإنسان عبارة عن موقف؛ موقف واحد فقط!
نشر في 25 أكتوبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لطالما كانت هذه قناعة ثابتة بالنسبة لي، نعم أنا دوماً في حالة إستعداد تام لخسارة أي شيء، في سبيل الحفاظ على صدقي، والإبتعاد عن النفاق والتمثيل. ولذلك كنتُ دائماً ما أحكّم على الآخرين بناءً على مواقفهم فقط ليس لأحاديثهم ولُطف معاملتهم..
كشخص متصالح مع ذاته، لا يُمكنني تقبل الأشياء الزائفة إطلاقاً. وإن كنت مضطرة لفعلها سوف تظهر على وجهي حتماً. الشعور بالإشمئزاز. عدم تقبّل فكرة الإبتذال في التعامل لأجل الغايات والمصالح الشخصية ..
قد يبدو كلامي مثالياً إلى حدٍ ما، لا يمكنني القول بأن علينا تفضيل الآخرين على أنفسنا، كلّا. لكن بإمكاننا الحفاظ على صورتنا، بالعيش على حقيقتنا. دون الحاجة لإرتداء الأقنعة، يمكننا التعامل بعفوية ونقاء. دون التكلّف في إظهار أو إثبات أمر ما .. كما لا يوجد شيء في هذا العالم يستحق بأن نحقد ونكرّه ونسمح لهذا الظلام بإجتياح أعماقنا، بالتعامل بهذا الزيف المقيت القائم على المظاهر وارضاء المجتمع ..
لا شيء يضاهي الصدق والوفاء والإمتنان الدائم للأشياء الجميلة التي نمتلكها 💙
الإنسان القوي بالنسبة لي؛ هو الشخص القادر على الإحتفاظ بالجزء النقي بداخله، رغم ذكاءه ومعرفته وإدراكه التام بالمحيط القذر الذي يعيش بِه. ورغم الصراع الفكري والنفسي يبقى يحتفظ بمبادئه ويحترم ذاته دوماً؛ لذلك تراهُ يؤمن بعظمتها إلى الحد الذي يجعله يرفض أي شيء يسيء لها أو يقلل من قيمتها..
هذهِ هي قناعتي الأبدية؛ علينا دائماً ترك بصمة جميلة في قلوب الآخرين، بدلاً من ترك الأذى والبُغض والقباحة من خلفِنا .. مهما حدث، مهما جرى.. علينا أن لا نسقط في بئر الإبتذال، أن لا نحرق كل الذكريات الجميلة ..
علينا أن لا نستسلم أبداً لجحيمِ الحياة، وسوء النوايا والنفوس المريضة التي تحيط بِنا. نحن دائماً الأقوى
لأننا لا نسمح لأحد بأن يهزمننا من الداخل.
ثقتنا بأنفسنا دائماً عالية، وإيماننا عظيم بأهمية ذواتنا، فالراحلون بالنسبة لنا مجرد زائرون خفيفي الظل، وجودهم مهّم لكن غيابهم لا يضر .. ولذلك لا أحد بإمكانه هزيمتنا ..
ربّما نقضي معظم أيامنا ونحن نتعلّم الدروس، ونترك الحياة توجّه لنا الضربات بشكل مستمر.. لكن كل هذا يصبّ في مصلحتنا على المدى البعيد ..
علينا فقط أن لا نتوقف عن المحاولة، أن نكافح ونستمر في ملاحقة أحلامنا .. أن تحلّم هذا يعني بأنك حيّ، وحر .. وإنسان فعّال في مجتمعه. لا تلتفت للخلف، ولا تسمح لأي إنسان أو شيء بأن يقتلك من الداخل.
وأختم كلامي بقناعتي الأخيرة؛ التي دائماً ما أتذكرها في المواقف الصعبّة، ألا وهي :
" أكبر تنازل تقدمّه هو أن تتأقلم " !
وبطبيعتي المتمردة أرفض التأقلم، لم ولن أعيش على مقاييس مجتمعي، أنا دوماً أسعى لشيء واحد وهو إرضاء ضميري الداخلي فقط، والحفاظ على الأشياء الجميلة من حولي. لم ولن أكون أبداً كما الآخرين ..
وسأبقى أحلم واسعى وأبحث عن أهدافي، آمالي، وشغفي بهذا العالم .. حتى آخر رمق ..!
-
Nisreen HFاللا منتمية ..