كانت الكتابه دوماً خير مؤنس لوحدتى,لكن مؤخراً فتكت بى شده الوحده حتى أنى أحتاج ان اشارك تساؤلاتى,لم تعد الكتابه وحدها تكفى ليفرغ ذهنى وتهدأ نفسى لأنى فى حاجه لأجوبه.
لا أعرف هل تثقل الحياه علينا جميعاً كلما تقدمنا فى العمر؟أم أنى أدفع ثمن خطوات لم أكن مستعده لها,على كل حال أنا استيقظ كل يوم صباحاً وأحاول أن أ,مض فى نفسي فتيله حماس ليوم جديد لكن ما إن استيقظ حتى أبدأ فى التساؤل,لماذا أنجبت؟ لماذا أنا تائهه إلى هذا الحد,أنا أحاول بكل جهدى لكنى لا أتقدم ولو بمقدار عقله أصبع,أحب الكتابه لكن يبدو أنها لا تحبنى ,تظاهرت أنى لم أتأثر بعدم اجتيازى أى مسابقات مما قدمت فيها الصيف الماضى ,تظاهرت أنى مازلت على طريق التعلم لكن يبدو أن الأمر أصاب هِمّتى.
هل كان مسار حياتى غريباً,ربما لكنى لمَ استسلمت له؟استمريت فى دراسه لا أحبها انهيتها ووصلت لنقطه الصفر بتساؤل ماذا أريد أن أكون وفى أى اتجاه أسير؟
الآن أنا أم وزوجه وعمري بضع وعشرون عام كنت أحلم وأحلم وكنت أقفز من ندوه إلى مسرحيّه إلى أمسيّه شعريه,وها أنا أحسب مقدار المجهود المطلوب للقيام بجوله حول بيتى وينتهى الأمر بأن أوفر جهدى لأن اليوم طويل ولا أحد هنا يحمل معي الحِمل.
الوحده تزداد رغم أنىتزوجت أصلا لأجد أنيس تهون معه الأيام لكن ابتلعته الأيام فى سبيل توفيير حياه كريمه,فأبقى أنا وطفلى نلعب ونضحك حين وينام بريئاً لا يريد من الدنيا سوى وجودي أتأمله وأنا اعرف يقيناً أن رغم ثقل الحٍمل الا أنه أجمل ما فى الحياه وأنا أعلم يقيناً أنى ربما لم أملك اجابه أخبركم بها عن لماذا أنجبته لكنى ولدت معه.
كنت فى مرحلتى الجامعيه أدوّن شبه يوميا أحلامى مع شريك حياتى,فأكتب له عن الحُب المصون فى قلبى وعن الشوق الى وجوده,كتبت كثيراً كثيراً لكني الآن أجد ان كل هذه التدوينات تبدو سخيفه,كيف نسيت أن فى بلادى الزوجه لا تعنى سوي الطعام والتنظيف والعِفّه.كيف نسيت أن فى بلادى مطالبه شريك حياتك أن يشاركك أحلامك وخفقاتك وأن يصبر على تقصيرك من أجل حلمك هذا درب من الجنون فى بلادى يا سيدى المرأه تتحمّل وتصمت,ليس عيبا فى شريكي انما سم توارثه المجتمع بأكمله.
أمر بمرحله يبخل عليا النوم,أتذكر كيف كنت حرّه حالمه لي فى طريق صديق,وكيف أصبحت هشّه لا أتحمّل أى شئ,وأخذنى التساؤل عن كيف تكون الحياه التى نرضى عنها؟هل هي حياه الحريه والانطلاق رغم انى حينها من المؤكد كان لدى تحديات وصعاب ولم أكن سعيده بالقدر الذى أضحك به على نفسى أو يضحك به الشيطان عليّ ليعمينى عن نعم الله الكثيره, أم أن الحياه لابد وأن تسير فى اتجاه ما يرضى الله أن تُنجب لانه ما يبقى من عملك وينفعك فى الاخره ؟
وآخر تساؤلاتى كيف نعرف أن هذا الطريق الذى نسلكه يستحق العناء,هل أنا مشروع كاتبه؟ أم أنى كُتب على أحلامى الوأد وهي صبيه جميله يغتالها وسوسه الوحده وينخر فى عظمها سوس الملل والرتابه؟
أفضي اليكم ثقل نفسى لعل أجد بين كلماتكم ما يهوّن عليا ثقل الأيام,لعلى أجد فى ردكم مبتدأ طريق أجد فيه ذاتى.