في بداية دخولي الجامعة كنت أطمح في أن أكون من ذوي النجاح الباهر و الدرجات العالية ، و عزز هذا الأمل كوني ممن أنهوا الثانوية العامة بتفوق عالي ، دخلت الجامعة و أنا أحمل معي حماسي و تطلعي نحو التميز في كل شئ ، و على صعيد العلم بشكل خاص ، كنت أرى أنني أستطيع الإستمرار على نفس النهج الذي كنته فيما سبق ، و لكن ما حدث هو أنني فجأة وجدت نفسي على منحنى جديد لا أدركه ، و من ثم تأخرت قليلًا في أن ألحق بركاب المتفوقين ، لحقت بهم بعد عناءً طويل و لكن ليس كما أطمح و أتمنى و أسعى أن أكون ، ثم بدأ الآمر يتفاوت ، يومًا أقف على سُلمة عالية و يومًا أكون دونها ، و أصبح سقف تطلعي ينخفض تدريجيًا ، و لا أدري أين بات حاليًا ، و أصبح الوضع يرهقني و لبثت أسأل عن سر " لعنة عدم التوفيق " التي حلت بي - كما كنت أطلق عليها - ، و أقول لنفسي في البداية كانت الحُجة التي أقنع بها نفسي هو غرابة الوضع الجديد و من ثم عدم استطاعتي للتكيف معه بسهولة ، و لكن الآن بعدما قطعت شوطًا لا بأس به ترى ما السبب ؟

لقد قطعت نصف مشواري في هذه الكلية و لم أصل إلى الإجابة عن تساؤلاتي بعد ، و لكني بدأت أنظر للآمر من زواية آخرى ، ربما لم يكتب لي أن أوفق دراسيًا كما كنت أتمنى ، و لكن هذا لا يمنع أن رزق الله يصلني في الآمور الآخرى و ربما بوفرة ، و أصبحت أقول ، ربما لم يمن الله علي بشئ كامل كما كنت أتمناه ، و لكن الله من علي بأشياء آخرى أكثر مما أتمناها ، فلقد أعطاني من كل شئ شئ ، و هذا أفضل من أن أُحرم من البقية .

رغم كل شئ مازال الآمل يداعب قلبي ، لم تعد تهمني الدرجات كثيرًا ، و لكني مازلت أطمح في أن أكون طبيبة متميزة ، تكون بلسمًا و عونًا و رحمة لمن حولها ،

فـ طبيب الأسنان ما هو إلا إنسان تقدمت سينه على نونه لكي يرسم الإبتسامة على وجوه الناس 

فاللهم صبرًا و رضاءً على ما قضيت ، و توفيقًا و عافيةً فيما آبقيت ♥