من أنا حقاً..
لا أحد يعرف..
لا أحد يدرك ماهيتي الحقيقية ..
أو كيف تشكل كياني..
لن أخبر أحدا.
لن يفهموا ذلك..
دهشتي تتزايد باستمرار في تفاوت نظرة الناس لماهيتي ومن أكون..
أيقنت مؤخراً أن نظرة الناس للأشخاص تعكس داخل ذواتهم.. إن كانت نقية أو رديئة..
بعض ممن رأيتهم وخالطتهم في حياتي يعتبرون طريقتي:
عديمة الفائدة..
عشوائية المنهج..
غريبة أطوار..
عجيبة الأطباع..
ساذجة القلب..
عفوية التصرفات..
هذه النظرة القاتمة أخذت حيزاً من حياتي؛ لازمتني كثيراً.. وتركت بعض الشظايا..
لكني بالرغم من ذلك سعيدة بها وأمتن لها كثيراً..
ساعدتني أن أحارب لأعيش.. أن أنجو من الغرق..
أن أجد قارب نجاة من مستنقعات البشر..
وهذا ما كان.. ♡
وجدت السلام الداخلي.. ♡
استشعرت طعم الحياة وجمالها الأخاذ.. بوجود أرواح شفافة نقية تختلف كلّيا عن البشر.. ♡
حين اتصلت الروح بالجسد واختلط صوت العقل بشغاف القلب؛ وجدت الحب سماوياً وتعلّمت معانيه السامية..
أعيش لحظاتي باطمئنان وحب للحظة الآنية واستشعر جمالها..
أحب خالقي ..
أحب ذاتي ..
أحب الكون بأكمله..
وأحب البشر جميعهم.. الطيبين وغيرهم..
قال لي صديق:"لا يستقم طبعُكِ والهروب من مستنقعاتنا"
ها أنا يا صديق..
بعدما تمكن حب الحياة من شغاف قلبي..
أصبحت لا أخشى الموت..
بل أرحب به متى ما طرق بابي..
تجاوزت ذلك القلق وتلك المخاوف.. الحمدلله..
لا أعبأ حقاً أن أصل إلى برّ الأمان..
أبحر في قاربي الصغير..
أجوب المستنقعات..
حيث كنت أغرق..
أطيل النظر في الفراغ..
أمد يدي لكل غريق تصل إليه عيناي..
في نهاية المطاف،
فقط أريد أن اموت "فارغة"
أن أترك خلفي أثراً طيباً..
أن أحيي أرواحاً..
أن أسعد قلوباً..
أن أزرع أملاً ..
أن أعطي العالم الحب الذي يستحقه ويحتاج إليه ..
هذه أمنيتي الوحيدة التي أعيش من أجلها هذه الحياة..♡
-
Haneenأنبل عمل؛ إدخال السعادة لقلوب الآخرين! ♡