بسم الله الرحمن الرحيم
قد يبدو هذا المقال شخصيًّا بعض الشيء، ولكن ما دعاني إلى كتابته هو أنه قد يكون هناك من يمُرُّ بما مررتُ به.
حسنًا.. لقد مضت سنوات عشريناتي سريعًا، لم أكَد أشعر بها، لم أتمكن من التشبُّث بها جيدًا وربما لم أعِشها كما يجب.
وكإني استيقظتُ فجأةً لأجد نفسي في كابوس انتهاء العشرينات واقترابي من بلوغ الثلاثينات!
لقد شعرتُ بالمرارة، شعرتُ وكأنني أتحوَّل إلى عجوزٍ لم يعُد لها من الحياة نصيب، وخاصةً أنني ابتُليتُ بجسد ضعيف وصحةٍ ليست على ما يُرام.
فلم يتبقَّ لي سِوَى انتظار اللون الأبيض وهو يغزُو شعري، وتساقط أسناني.
هل شعرتُم الآن بشيءٍ من الكآبة التي تسلَّلَتْ إلى روحي؟!
في اليوم الأول من هذا الشهر -أغسطس-، وكما عادتي كل عام أجمع بعض الصور الخاصة بعيد الميلاد حيث تكون هناك كعكة احتفال مكتوب أعلاها الرقم الذي يُمثِّل العمر، فإذا بي أبحث عن صور كعكة احتفال العام الثلاثين!
نظرتُ بحسرةٍ إلى ذلك الرقم الذي بدا مُتلألِئًا رغم صعوبة الأمر وقسوته بالنسبة لي.
مضى بعض الوقت وأنا أدعو الله وأفكر.. وأدعو الله وأفكر.. إلى أن وجدتُ نفسي ذات يوم وقد تبدَّلت مشاعري تمامًا! تحدَّثتُ إلى نفسي قائلةً: أعلم أن عشريناتي كانت قاسية؛ لقد مضت بين حزن وألم وبكاء طويل، كثيرٌ من الضغط النفسيِّ وكثيرٌ من المشاعر السلبية، حسنًا لقد كانت عشريناتي بهذا السوء، ولكن لماذا أتوقع أن تكون الثلاثينات أسوأ؟!! بالتأكيد لن تكون كذلك؛ لقد كبرتُ ونضجتُ وتعلمتُ الكثير وأدركتُ مصلحتي جيدًا وكيف أعيش وما يجب عليَّ فعلُه تجاه نفسي وحياتي، لذلك يجب أن تكون الثلاثينات أفضل، يجب أن أجعلها كذلك.
وها قد بدأتُ بالفعل في ترتيب أولوياتي وتحقيق ما أرغب به وما يدخل البهجة إلى قلبي، بدأتُ أشعر أن اعتمادي على نفسي -لعدم وجود سنَدٍ لي في الحياة- ليس أمرًا سيئًا، لقد بدأتُ أشعر ببهجة اكتفائي بنفسي؛ فأنا الآن قادرةٌ على الرؤية بشكل أفضل وقادرةٌ على رسم لوحة حياتي كما أرغب.
سأكون أكثر رفقًا بنفسي، وسأرفض أن يُسيء إليَّ أحد مهما كان، وسأتغافل عن الأمور التي لا تَعنِيني حتى لا أُرهِق نفسي بضغطٍ كبير لا فائدة منه.
كما أنني -وللمرة الأولى في حياتي- قد أحضرتُ لنفسي هدية غالية وجميلة تقديرًا مني لنفسي وتشجيعًا لها وتذكيرًا دائمًا لي بأن أحبها كثيرًا.
وها أنا الآن في انتظار عدَّاد الزمن لتبدأ الثلاثينات خلال الأيام القليلة القادمة ان شاء الله.
التعليقات
مقال جميل ورائع فعلا.