كانت خمس دقائق كافية لتدمير أرواح الجبل، وطمسها تحت التراب والردم…ليلة واحدة كافية لنستيقظ على صور الآهات و رائحة الموت و طلبات النجدة!
في البداية، تم الإعلان عن مئتي حالة وفاة في نفس الليلة، تأثرت كثيرا و ظننت أنه الرقم الأقصى لضحايا الفاجعة.
في الصباح الموالي، ركضت إلى الهاتف فور استيقاظي، وكانت صدمتي ككل المغاربة والعالم شديدة من هول ما رأيناه من مخلفات الكارثة!!
الرقم تضاعف مع مرور الساعات، الحزن في كل مكان، تم تنكيس الأعلام، وإعلان حداد وطني!!
الناس، الحيوانات، الجماد، كل شيء صار تحت الأنقاض في تلك الدوواير المعزولة، تلك الدوواير التي تتخبط و تعاني في صمت، ذاقت لعنات الجغرافيا و الإهمال !
أنقاض!!! كلمة لم يتعودها المغاربة وخصوصا من هم من جيلي، كنا نسمعها فقط في القنوات العربية وهي تصف حالة مدن ذاقت ويلات الحروب.
هل البعد عن الوطن في مثل هذه الظروف نعمة أم نقمة؟ لا أعلم، كل ما أعلمه أن إحساس العجز يجتاح كياني، ماذا عساي أن أفعل حتى و إن كنت هناك؟ لا أعلم، أفكار و مشاعر وشتات لم أستطع لمْلَمَتَهُ بداخلي، استمر معي لأيام طويلة…
لا حديث في وسائل التواصل و الاذاعات الوطنية بل حتى العالمية سوى عن زلزال الحوز الذي كان العنوان الأبرز هذا الأسبوع!!!
عجز مابعده عجز؟ أبكي دموع الألم و أنا أمُرّ في وسائل التواصل و أقلِّب صور الهلاك بيدي، أبكي دموع الحسرة على حالة ساكنة الدواوير قبل الزلزال وبعده، أبكي دموع العجز أمام سيدة تنادي بألم يعتصر الفؤاد فلذات كبدها وزوجها و تقول"داكشي لي عندي مشا لي"
شعرت بنزيف الوطن داخلي، قوية هي جراحك يا منبت الأحرار هذه المرة! الوجع يعتصر كل وجداني وأنا أرى دواوير خُرِّبت بالكامل و أصبح ما تبقى منها حطامًا ! بين ليلة وضحاها، دون سابق إنذار، أحسسنا لوهلة أن ثقافة الجبل قد أعلنت انهيارها !
شعرت أنني أحتاج من يواسيني؟ من يعزيني؟ أحتاج لشخص أتقاسم معه الكلام عن مأساة حَلّت بنا، عن مأساة وطن بكامله ، أنْظُر من النافذة، لا أحد هنا؟ لا أحد ؟؟
-
سناء لعفوأنا سناء من المغرب مقيمة جديدة بكندا ، اكتشفت الكتابة منذ سنوات لكنها في غربتي صارت شغفي و ملاذي الذي ينقلني إلى عوالم مختلفة، نصوصي هي عبارة عن أحاسيس أعيشها فأنقلها لكم على شكل كلمات ☺️ أتمنى أن تشاركوني آرائكم وتعلي ...