الضمير وانا .. وضميري والمنبه .. وضميري واللوم ..
أيحسب علي الضمير بالتأنيب دوما ، أم ان لي الحق في سماعه هادئ ناصحا مجاريا لي حتى النهاية .
لا اريده ذاك الشخص الاخر الذي يردد لي كلمات الإحباط والتربية واللوم ، "لماذا فعلت ، لماذا قصدت ، لماذا قلت ، و.. و .. وغيره ..
أنت ضميري خذ مهمة التنبيه التي في عقلي وقلبي وضعها بجانيك ، في كل مرة قد اخرق القواعد فيها اضغط عليه ونبهني ، لا تلمني . "فما مضى لا يعود وما انكسر لا يجبر بلاصق ، ومن اجرح لا أضع له ضمادات الجروح ، اذا كنت نائم وقت الحاجة ، ونهضت في وقت ما قد انتهى فيه الامر فلا تصحوا عد الى نومك فورا ، فلست بحاجة لك ، سيأتي غيرك من المخلوقات ليوغظني ربما لكن لست انت .
ما الداعي لوجودك بصوت يدوي بداخلي ، بعد ما انتهى كل شيء ، أين انت يا ضميري حينما كنت احتاج اليك ، قد توصلني مرة أن اكسر الزجاج عمدا واهرب ، وفي منتصف الطريق تستيغظ لتقول لي :"لو لم تكسر الزجاج ، .. على الأقل لو لم تهرب وقلت لست بقصدي .. لا لا يجب ان تكذب لو اعترفت وكفى مؤكد سيكون الله معك لصدقك ...!! ، تبا لك هل سيكون الله معك في نومك وسباتك العميق كنومة اهل الكهف .
تذكر يا ضميري انك منبه لي حين الخطاء ، فطرة جعلها الله فينا منذ الصغر فتربت معنا ، بل كنت انضج منا وتعلمت ما علمهُ الخالق للبشر ، للإنسان بحد صفته ، لان الله ميزه بقدرة العقل والعواطف التي تتحرك ، الحساب النفسي الذي تكون انت سببه ، انت من يحقق للبشر حقيقته ، انت من يمسح السيئة ، أنت من يزيد من الحسنات ... انت منبه خلقه الله فينا في حين لا منبه فعلي لنا على ارض الواقع .
كن منبهاً هادئ ، لا منبهاً مزعجاً أسدّ أذناي حين سماعه ، ولا غير مسموع لأظل في سباتي بلا استيغاظ .
نبهني أن أقول "عفوا" عند اصطدامي بشخص ما ، لا عند جلوسي على مكتبي وانا أتذكر الموقف وتقول لي :"لو قلت عفوا ".
نبهني أن أساعد شخص بحاجة ، أن أتقدم اليه بما في يدي وما استطيع فعله ، لا عندما انام ويبدا عقلي بإمضاء كل شيئا أمامي فتقول "لو قدمت له حتى كذا أو اوصلته أو.. أو ..! "، أتدري حينها أنني أمضي عليها بتوقيعي مع الموافقة لكل شيئا جرى ، فالنية هنا تأخرت عن العمل ، ولا تصح ، فالنية عادة تسبق القول والفعل .
فاللهم أجعل لي ضميرا منبها ً....لا ضميرا يأنبني في كل حين بعد فوات الأوان .
-
hifa ahmedأنا فتحة عند الرخاء ،و ضمة عند الغضب ، وكسرة عند الشعور بالخطر .