عم تبحث... ؟
على أرض شمسها تغرب كل يوم
نشوى هم سكانها،
يتراقصون على رفات القوم
عم تبحث... ؟
على شطآن جزر بعد مد
يناديها القمر فتعبر نحوه،
ثم تعود أدراجها دون رد
عم تبحث... ؟
بين مفردات قصيدة،
خلت أبياتها من كلمات البحر
شاعريتها شريدة،
بين هجاء أو غزل و فخر
عم تبحث... ؟
في عبق زهر و ورد،
يتألق يوما ثم يصفر يوم غد
عم تبحث... ؟
في عنفوان موجة،
قادمة من بعيد...
تتكسر أذرعها،
قبل اصطدامها بسد عنيد
فيغطي الزبد جثمانها...
لتخلفها أخرى من جديد
عم تبحث... ؟
في هذا العش الغائر،
و أنت تعلم أنه لطائر
و أن الموسم عابر
عم تبحث... ؟
بين أحرف اسم
وجدت قبله،
و قد يعيش بعدك...
قد لا تكون كنهه،
و قد لا يكون ملكك...
عم تبحث... ؟
بين خيوط ذاكرة
سمت نفسها التاريخ...
ولد الوجود قبلها،
و ما سمعت له من صريخ
عم تبحث... ؟
خلف تساؤل أذنت له بفرض وجوده،
ثم أردت بالإجابة كسر قيوده
فإذا بالفراغ يتسلل إليك تحت جنحه،
حررك من سجن جماعي...
ليأسرك في ظلمات صرحه
عم تبحث... ؟
في اختلاف الألوان و الأشكال،
و كثرة الكلام و بريق الأمثال...
و أنت أحرف معدودة،
حملت أمانة أشفقت منها الجبال
هيا أيها الطائر حط الرحال...
إن كنت من عالم الحقيقة
لا من أسراب الخيال،
فإني أرى بين جناحيك حبات لؤلؤ و مرجان
ما أنبتتها أرض،
و لا صنعها إنسان...
عم تبحث...أيها الإنسان...
فالطائر الذي ناديته ليس بمخلوق فريد...
أعماقك عشه الدائم،
و هو لا يطلب المزيد
عم تبحث... ؟
في هذا المكان
و بداخلك مد الشطان...
عم تبحث...أيها الإنسان
عم تبحث... ؟
إن كنت الشريد...
فبأعماقك ضوء قد لمع من جديد.