روح صبية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

روح صبية

  نشر في 03 يوليوز 2019 .

تنظر خلفها في كل موضع و هي تري نظراتهم المحدقة التي تطاردها من كل آن.. اقتربت الصبية  ' وفاء ' بخوف و ترقب من امها ' زينب ' التي ترقد عليلة في مضجعها لا تقدر علي الحركة...  انبثقت دموع ' وفاء ' بغزارة لعل بهل تلتئم علة والدتها التي مثلت لها في كل موضع ' موضع الامان '... 

شحب جسد ' زينب'  و تجمدت العروق ببطئ و هي تعلن رحيل الروح وسط صراخ ' وفاء ' التي فقدت ' منبع الامان ' و هي صبية لم تتعد التاسعة... 

" امي لماذا لا تجيبيني ارجوكي هلمي من مضجعك و اصرخي فيهم انهم كاذبون لا تتركيني يا امي " 

انهارت ' وفاء ' تمامآ و هي تري مشهد تكفين الام عند المغسلات و هي لاذلت مصرة علي ان تري امها رغم منع الجميع لها لصغر سنها الا انها آبت و كأنها ارادت ان تلقي عليها نظرة وداع... 

عادت الي منزلها الاسود و قد بدي كئيبآ شحبيآ مظلمٱ بعد ما افتقد ' روح الامان ' انعزلت ' وفاء ' في غرفتها لا تحدث احد و بائت جميع محاولات ابيها بالفشل بعدما زهدت الطعام فلم تآكل منه الا القتات الذي يعين رمق الحياة..

 " ' وفاء ' انا مضطر لالحاقك ' لمدرسة داخلية ' ساسافر الي بلاد بعيدة و لن استطيع اخذك معي كوني لطيفة و هادئة مع حياتك الجديدة " 

هكذا كانت اخر العبارات التي سمعتها ' وفاء ' من والدها بعدما الحقها - بالمدرسة الداخلية ' و تركها بين طيات جدران بائسة... 

لم تجد ' وفاء ' نفسها بين جدران المدرسة الداخلية باتت تشعر دائمآ انها داخل سجن كبير محكوم عليها مدي الحياة و لا فرار منه '' فلجأت الي رد الفعل العنيف تارة و التجاهل تارة اخري حتي تعجب من اطوارها جميع المعلمين و الزملاء... 

كانت مصرة علي الانعزال عنهم اصبحت الفتيات تخشي تعرضهم للضرب منها كانت تآوي بنفسها وحيدة عن الجميع و لجأت الي دفاترها الصغيرة التي سجلت فيها رسوماتها و كتابتها المعبرة عنها... 

' علي ' طبيب شاب  ذات ليلة رافق صديقه الطبيب ' عثمان ' الذي كان يحدثه عن تلك الفتاة اليافعة العود ذات الثمانية عشر عامآ التي التحقت هذا العام زميلة بكلية الطب ' وفاء ' و هي تخفي عن الجميع اي معلومات عنها حتي ان الجميع نعتوها بغريبة الاطوار! 

كان يخشون تلك النظرة المخيفة التي ترمقهم بها دومآ حتي انها ذات صباح كانت باحدي السكاشن العملية تقوم باجراء جراحة لمريض و لكنها فجأة هاجمت بالمشرط زميلها الطبيب ' يوسف ' اثناء العملية مما اثار حالة زعر و رعب فقدت علي اثره ' وفاء ' وعيها لتعود فيما بعد و هي لا تتذكر اي شئ!! 

صرخ ' علي ' و الدهشة تعلو وجهه 

" وماذا حدث لتلك الفتاة بعدها " 

" تنازل زميلها دكتور ' يوسف ' عن شكواها لانه كان يشفق عليها من علتها "

" لكن هذه ليست اول الحالات التي تهاجمها " 

" بالفعل لقد هاجمت رفيقتها في السكن دكتور ' هبة ' من قبل و دخلت معها في عراك حاد لهذا الجميع متأكد من مرضها "

" وقع في يدي دفاترها القديمة و ذهلت مما رأت عيناي " 

" لماذا حدثني عما رأيت " 

" لقد تسببت في حريق هائل للمدرسة الداخلية التي درست بها و هي صغيرة عن طريق فتح جميع انابيب الغاز للتسريب و استمتعت بقتل رفيقاتها و مدرسيها الذين اسمتهم ' المتهمين ' " 

" و كيف نجت من الحادثة " 

" هربت من النافذة و قيدت الحادثة ضدد مجهول " 

" احترس دكتور '  علي ' قد تقتلك الفتاة " 

" لماذا؟؟ " 

" اوعزت الي صديقة ان ' وفاء ' تخطط لقتلك لانها تكن لك حبآ و هي تري ان بقتلك ستبعد عنك جميع الفتيات " 

" هذه مختلة عقليآ دكتور ' عثمان '"

تدخل 'وفاء ' حاملة سكينآ بغضب 

" هيا اختر طريقة موتك فورآ "

" انتي معتوهة يا ' وفاء ' اتركيني " 

" مستحيل هيا استعد للموت يا دكتور " 

يصرخ ' علي ' مناديآ علي الامن يساعده عثمان الذي يهم بإبعاد ' وفاء ' التي طعنت ' علي ' فجأة بالسكين ثم اتجهت الي الطابق العلوي مباشرة ليري خلفها جميع رجال الامن فيفاجئ الجميع بانتحار ' وفاء ' قفزآ من اعلي السطح بقوة.... 

" النهاية. " 





  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 03 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا