قد يعايش كل منا الأسى، الحرمان الوحدة، و أشياء مرة من هذا القبيل.
قد ندخل فيها طرقا مظلمة و نضل الطريق. نتغير عن أنفسنا لنصبح شخصا لا نعرفه.لا نعلم فيها متى يغضب و متى يفرح، متى يكره و متى يحب. شخص يعرفه الآخرون أكثر منه، يقوم بجميع وظائفه الحيوية فقط لكي لا يعلن النهاية.
الغريب أنك تكتشف بعد هدا الصراع أنه لم يكن هناك أي داعي لخوض هذه المعركة العنيفة ضد نفسك. عندما تعيد النظر في الأسباب التي جعلتك تضيع في هذا العالم المظلم، تجدها لم تكن تستحق كل هذا العناء و هذا الوقت الذي هدرته في تحليلها و حل خباياها.
إدراكك مع مرور الوقت بأن كل شيء فاني و منتهي و زائل، وأن شحاحة النفس و قصر النظر يصيبك بهوس تحنيط اللحظات و تسجيل الضحكات، خوفا من الفناء المخيف الا منتظر.
الحياة لا تقبل ب الاوراق الميتة عند إنتهاء الخريف، و لن تقبل بنا ميتين على أرصفتها دون حراك، تحسرا على الماضي أو خوفا من المستقبل. ستشعرك بأنها ترفضك لأنك لا تنتمي إليها، لأنك لا تنبض بها، ولا تؤمن بها.
تشبت بها لتدخلك في لحظاتها الجميلة، تذوق ما تقدمه لك و شاركها في كل نبضاتها. أعلن ثورتك و لا تقبل أنت أيضا بالموت، أطرد كل ما يريبك ولا تقبل إلا أن تكون في الحياة.