"يوم ما ستكتشف أن صمودك أعظم انتصاراتك "
كنت قد علقت بتلك الجملة على قصة "عبد الرحمن بن معاوية " الأمير الهارب من بطش "ابو العباس" الذي قتل معظم أهله ، وجعل رأسه تساوي مائه ألف دينار ، أصبح شريد مُطارَد يرتدي ملابس النساء أحيانا ، وينام فى العراء بين أرجل الخيل أحيانا ، حتى فقد عين له عندما أصابه الرمد ، لمدة ٦ سنوات و رأسه عند البعض حلم يقظة ومنام وعندما سأل عن أحلامه فى تلك الفترة .
قال :- أن أظل حيا !
لم أجد وصف أضعه لهذا الفصل من حياته غير " الصمود أحيانا أعظم انتصار "
لم أكن اعلم أن عنوان هذا الفصل سيكون نفس عنوان ١٠ أشهر من حياتي .
حياتي التي لم تعرف التوقف أبدا ، فقد قمت بتعليم أكثر من ١٠ ألاف شخص وأعطيت ما يصل إلي ٧٣٠ محاضرة وعملت بالتسويق فى حوالي ٧ شركات فى حياتي وطُبع لي ٣ كتب وقرأت ما يصل ل ٥٠٠ كتاب كل ذلك ولم أصل لسن ٢٧ عام .
كنت أظن دوما أن النجاح هو صنع الإنجازات ولكن فى العشر شهور الماضية من حياتي ، تعلمت أن الصمود نجاح من وجه آخر ، وكذلك أعظم من أي إنجاز قد يحققه الفرد .
أن تصمد فى وجه الابتلاء فى أهلك ومالك وصحتك وأحيانا دينك..
أعظم من كل الإنجازات البشرية .
ففي نجاح الإنجاز ستجد ألف يد تصفق لك ، وإما فى نجاح الصمود ستجد كل شئ يدعوك للإنهيار ،
فالحياة إما أن تكون رحلة الوصول لكنوز الإنجازات كرواية الكيميائي ووصول الفتي لكنز الذهب ، ورواية الطائر جونثان الذي أصبح آله النورس ،وكل قصص النجاح الآخري..
و إما أن تكون الحياة رحلة الصمود فى وجه الإنهيار لا غير ..
كالفقر ، المرض، المسؤوليات و العجز .
لم يعد يقاس المرء بإنجازاته فقط ، إنما يُقاس بصبره على البقاء أمام كل شىء يدعوه للإنهيار .
يقاس بقدرته على احياء الأمل المدفون تحت جبال من الأوجاع والصدمات .
لقد اكتشفت أنّ أفقر رجل فى العلم والمال والإنجازات قد يكون أعظم وأنجح من أي شخص ذكره التاريخ بنجاحاته .
لكم الله أيها الصامدون 💚
-
Amin Almitwaliyأكتب لعل كلماتى تصبح نور ينبثق فى ظلمة ليل يهدي ضال
التعليقات
يقاس بقدرته على احياء الأمل المدفون تحت جبال من الأوجاع والصدمات .
فعلا...تحية لكل الصامدين رغم الاوجاع و الصدمات و صناع الانهيارات.
تحياتي