بسم الله الرحمن الرحيم
دائمًا وأبدًا يتجاذب كل من المرأة والرجل إلى الآخر، إنها الطبيعة البشرية التي جُبِل البشَر عليها، لذلك فقد وضع الشرع حدودًا وضوابطًا للتعامل بينهما، ولكن في زحام الحياة يتناسَى كل منهما ذلك ويحاول الإنخراط أكثر في علاقات تحت مسميات مختلفة، من أشهرها مسمى الصداقة، أن يصبح كل منهما صديقًا للآخر، يحاول البقاء بالقرب منه ماديًّا ومعنويًّا تحت مظلة الصداقة، ولكن تلك العلاقة لا تسير في خط مستقيم كما كان ينبغي لها أن تكون، يصيبُها التذبذب من حين لآخر، وذلك حين تبدأ مشاعر أحد الطرفين بالتغيُّر والتحوُّل من صداقة إلى إعجاب أو حب، ربما إن حدث ذلك لكليهما في ذات الوقت فسيكون لطيفًا حيث يتزوجان، ولكن المأساة تحدث عندما تتغير مشاعر أحدهما فقط بينما لا يستطيع الآخر قبولها، فتتفكك العلاقة التي لطالما تمسَّكا بها وأرادا لها البقاء، تنهار في لحظة صادمة، وبعدها لا يستطيع كلاهما سوى السير في طريقين منفصلين لا يلتقيان مُجددًا أبدًا، فلا مجال لعودة تلك الصداقة، لقد تفتت بُنيانُها، ولم يتبقَّ منها سوى ذكريات مؤلمة في قلب كل منهما.
لذلك أعتقد أنه ليس من الصواب محاولة بناء علاقة صداقة بين رجل وامرأة، فمهما كان شكل تلك الصداقة أو طبيعتها، ومهما مضى عليها من الزمن، هي بالتأكيد ستؤدي في النهاية إلى الصفر.