منزل صديقي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

منزل صديقي

  نشر في 29 يوليوز 2015 .

منذ سنتين كنت قد قرأت رواية تدور أحداثها حول منزل مبني فوق قبر ..بالتأكيد أنت تعرف ما هذه الروايات وما أحداثها لإنك بالتأكيد شاهدت الأفلام الأجنبية التي تتحدث عن هذا .المهم أنني أنهيت من قراءة الروايات وكنت قد نسيت أمر هذه الروايات ..ولكن بعد مرور سنتين عدت أتذكرها .

"ما رأيك في هذا المنزل الجديد يا عمرو"

قالها صديقي "تامر" .نظرت إلى فيلّا تبعد عن مكان وقوفي في منطقة خالية من الناس ..منطقة لا توجد بها إلا الفلل التي هي تحت الإنشاء.

"رائعة "

هكذا قلت وأنا أنظر إلى الديكور الخارجي للمنزل أو الفيلّا.

"أبي إشتراها من صاحبها الذي هاجر إلى كندا أمس"

"بالتأكيد دفع فيها الملايين"

"بالتأكيد ..هيا ندخل"

دخلت الفيلّا فوجدت العمال يضعون الأثاث الجديد ..عملية توضيب المنزل.

خادمة تنظف ...عم "نوح" السفرجي يأخذ شنطة ويصعد بها الدور العلوي .

ديكور غاية البساطة والرقيّ.

"أدعو الله أن تجلب لكم الخير"

"الجميل هنا أن القبو خالي تماماً ..وقد وضعنا فيه ما لا ينفعنا"

"أمممممممم"

"هيا لأريك"

نزلت معه الدور السفلي حيث القبو ودخلنا ..كان "مخزن" وليس "قبو" ,ومن الظريف إن صاحبي أطلق عليه "قبو" لتأثره بالأفلام الأجنبية العقيمة.

مخزن صغير خالي .. قلت له.

"جميل"

"هيا للغداء"

"للأسف لا أستطيع .."

"بل إبقَ معي قليلاً"

"هنا إمتحان غداً ألا تذكر ؟ وأريد أن أزاكر قليلاً"

"فلتذاكر معي"

"للأسف لا أستطيع فلديّ عدة مشاوير قبلها"

"حسناً .. كما تر"

خرجنا من المخزن ((القبو)) حتى وجدت نفسي خارج الفيلّا.. فصافحته.. وباركت له على المنزل الجديد وغادرت.

ركبت "تاكسي" مرّ بالصدفة من ناصية شارع الفيلّا ..فأشرت له وقلت له مبتغاي ..وسرنا.

قال "السائق"من باب الدردشة .

"أتعلم يا سيدي أن هذا الشارع كان مقبرة من سنتين تقريباً قبل أن تهدمه الحكومة لتبني عليه فلل"

"نعم ؟"

"كما قلت هذا ..لو لاحظت هناك فيلّا بناها رجل أعمال وحولها أعمال تحت الإنشاء ..هذا الرجل كان أول من شارك في هذا ,حيث بعدما أعلنت الحكومة عن هذا المشروع إتخذ من قبر أولاده مكاناً لبناء منزله"

"أتعني أن المنزل مبني فوق مقبرة ؟"

"نعم ... الناس نسيت هذا الأمر والكثيرون لم يعرفوا أن هنا مقبرة وخصوصاً عندما وجدت المنزل فقالوا هيا نبني نحن أيضاً"

صمتت وأنا أقول في نفسي .. هل منزل صديقي "الجديد" هو هذا المنزل ؟

وحتى لو هذا ..ماذا سيحدث ؟

هل خوفي هذا بسبب ما شاهدته في أفلام الرعب وما قرأته في الرواية إياها ؟

أم خوفي بدافع إن هذا إنتهاك لحرمات الموتى ؟

بالنسبة للخوف رقم (1) فبالتأكيد لن يخرج الموتى الأحياء ليلتهم صديقي وعائلته ,وإلا لألتهموا الرجل الذي بني هذا المنزل منذ سنتين .

هل يعلم والد صديقي هذا ؟؟ السائق بجانبي يقول أن الناس نسيت أمر المقبرة والكثيؤون لم يعلموا.

"هل أنت معي يا حضرة ؟"

نظرت له وأنا أقول له في توجس.

"الرجل صاحب المنزل باع المنزل لوالد صديقي وكنت داخل المنزل منذ قليل"

"عليك أن تبلغه بهذا فوراً"

قمت بالإتصال بصديقي.

"تامر ..أريد أن أبلغك أمراً .....لا ولا شيء .... فقط كنت أريد المحاضرة التي حضرتها أنت منذ أسبوع ..سلام"

نظر لي السائق ونظرت له قائلاً.

"الموتى لا يخرجون من القبور "

-تمت-



   نشر في 29 يوليوز 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا